بوقاحة فظة يُصرّ النظام التركي على السير ضمن خطوات الحل السياسي الذي رسمته أمريكا، فقد سارع النظام التركي خطوات التقارب مع نظام الإجرام، ساعيا لتنفيذ الحل السياسي عبر إيجاد فكرة القبول بالنظام المجرم وقبول التفاوض معه، من خلال التصريحات المتكررة حول وجوب التصالح والحوار معه، وأخيراً عقد اللقاء الثلاثي بين وزراء تركيا وروسيا والنظام المجرم، وكذلك التصريحات بعقد لقاءات أكثر على مستويات أعلى.

 

انطلقت ثورة "الشعب يريد إسقاط النظام" من تونس في 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 - 14 كانون الثاني/يناير 2011، وسرعان ما انتشر لهيبها في ليبيا واليمن ثم مصر وصولا إلى الشام. ثورة على الأنظمة الجبريّة القهريّة الحارسة للاستعمار الغربي الغاشم الذي أجهز على دولة الخلافة في بداية القرن المنصرم، وأقصى الإسلام عن الحياة والتشريع والحكم، واستبله المسلمين واستعبدهم وأراد جعلهم ركوبا ذلولا، فقيّدهم بحكام عملاء حفظوا مصالحه وأنظمته المفلسة التي ركّزت نفوذه على البلاد والعباد.

 

أولاً: الخلافة هي الدولة الوحيدة التي تطبق الشريعة الإسلامية، وتوصل الإسلام صافياً نقياً إلى سدة الحكم، بعيداً عن محاولات تطبيق بعض أحكام الإسلام في قوالب الدويلات الوطنية، والتي شكلت تجارب فاشلة، كانت حقيقتها وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم لكنهم عجزوا عن إيصال الإسلام إلى سدة الحكم.

ثانياً: الخلافة هي دولة الرعاية، بل هي الدولة الوحيدة على مر التاريخ الإنساني التي ترعى شئون الرعية بالعدل والإحسان، وتنصر المستضعفين في أرجاء المعمورة، فالخلافة ترعى شئون رعيتها من المسلمين وغير المسلمين بلا مَنّ ولا أذى ولا مقابل مادي، يقول رسول الله ﷺ: «فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».

 

دون خوف من الله ولا مراعاة لحرمة مساجده اقتحمت عصابات أمن السلطة مسجد الدكتور أسامة الزير بجانب مستشفى دورا الحكومي في مدينة دورا في الخليل أثناء خطبة الجمعة الماضية، بعد إهمال الأوقاف له لأكثر من سنتين وعدم توظيف إمام أو قيّم عليه، لتبطش بالمصلين والخطيب المتطوع، فاعتقلت الخطيب، أوس أبو عرقوب، بعد أن اعتدت عليه على منبر رسول الله،

 

في ذكرى ما يسمى بنكبة فلسطين الخامسة والسبعين، لا بد لنا من معرفة معنى النكبة وتعريفها، ومتى بدأت، والأسباب التي أدت إليها، والتداعيات التي حصلت بعدها إلى يومنا هذا، ثم معرفة كيفية النهوض من هذه النكبة والتخلص من آثارها. والنكبة لغة هي مصيبة تُلم بالإنسان في أعز ما يملك من مال أو نفس. وقد بدأت نكبة فلسطين قبل أن يأتي يهود إليها ويُنشئوا كيانهم فيها،

 

لم يكن نشوء كيان يهود طبيعياً كأي دولة في العالم، فقد كان تأسيسه قائماً على الجريمة وسفك الدماء، فقد شكلت عصابات الهاجاناه والأرجون وشتيرن النواة الأولى لجيش الكيان، مرتكبة أبشع الجرائم، فقتلت البشر واغتصبت الأرض، وقد حاولت التغطية على ذلك كله بالترويج لكذبة غاية في الإجرام، ساندتها في ذلك القوى الاستعمارية بزعامة بريطانيا في ذلك الوقت، تلك الكذبة التي تقول إن فلسطين

جريدة الراية: أبرز عناوين العدد (444)

الأربعاء، 04 ذو القعدة 1444هـ الموافق 24 أيار/مايو 2023م

 

يجب أن لا تغيب عن أذهاننا مآسي أمتنا الإسلامية لأنّ انطباع الألم في نفوسنا سيدفعنا إلى تجديد العهد مع الله سبحانه وتعالى كلما ضعفنا أو أصابنا الوهن واليأس، إذ سيكون حاضرا في مخيلتنا دائما ذلك المشهد المهيب لإخواننا المكلومين وهم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة يشكون تقاعسنا عن نصرتهم وخذلاننا لهم، فمن ذا الذي سينجينا حينها من غضب الله العزيز الجبار؟!

 

يقول عزّ وجلّ: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ فالتّغيير إذاً سنّة ثابتة ولا بدّ أن نبدأ من أنفسنا. علينا أن نغيّر هذا المفهوم المدمّر عن الحياة وأن لا نجعلها أكبر همّنا وفي أعلى سلّم اهتماماتنا، وأن نجتثّ كذلك كلّ المفاهيم الفاسدة التي ابتلانا بها النّظام الرّأسماليّ، ونعيد الفهم الصّحيح للحياة وننهل

إن الدعوات للتغيير التي يدعو لها أهل الباطل تخرج كلها من مشكاة واحدة، ولا علاقة لها بالتغيير المقصود، فهي دعوات لتغييرات شكلية ضمن منظومة هذه الأنظمة الوضعية السائدة منذ الاستعمار حتى الآن، ولا جديد فيها، لا في الأساس الذي تقوم عليه، ولا في معالجاتها، فهي تقوم على العقيدة الرأسمالية أي عقيدة فصل الدين عن الحياة، وعلى المعالجات الفاشلة نفسها التي طبقت في بلادنا عقودا من الزمان حتى أوصلتنا إلى شفير الهاوية.