بالقدر الكبير من التضليل الذي مورس في قضية فلسطين بهدف تصفيتها والقضاء عليها، تعتبر الحرب الدموية الدائرة اليوم ضد غزة بشكل خاص وعموم فلسطين كافية بالقدر نفسه لإزالة ذلك الغبار الكثيف الذي يشوش الصورة لتظهر على حقيقتها، وتنقشع الغشاوة عن الأبصار لتتضح الرؤية.
مرة أخرى تنجح الأرض المباركة في تصحيح مسار الأمة، وضبط بوصلتها في الاتجاه الصحيح، ومنح الأمة الإسلامية فرصة للتعبير عن حيويتها، وامتلاكها مقومات الوحدة والنهوض، كما نجحت في المقابل في استعادة هويتها الإسلامية، الأمر الذي كان واضحاً وملموساً من خلال كم المظاهرات الحاشدة التي خرجت في عموم بلاد المسلمين على مدار أكثر من أسبوعين من الحرب على غزة
التقى اليوم الأربعاء 18/10/2023م مجرم البيت الأبيض بايدن مع مجرم يهود نتنياهو لدراسة ما بقي لم يحرقوه من أرض غزة، وما يحتاجه يهود من سلاح وعتاد لتمدهم به أمريكا لإكمال الأرض المحروقة. وقال بايدن (إنه أراد الحضور لـ"إسرائيل" حتى يعرف الناس فيها وفي العالم بأسره أن الولايات المتحدة تقف مع "إسرائيل"، مشيرا إلى أن واشنطن تريد أن تتأكد من امتلاك "إسرائيل" ما تحتاجه للرد على هجمات حركة حماس التي اعتبر أنها ارتكبت ما وصفها بفظائع في
كشر الغرب مجددا عن أنيابه الشرسة وكشف عن وجهه الكالح المتلون وأطلق لسانه المتشعب ليفضح نفسه من جديد ويظهر سوأته دون ستار فيما يدعيه من الحريات وحقوق الإنسان.
قال التلفزيون السوري إن (إسرائيل) شنت يوم 12/10/2023م هجوما استهدف المطارات الرئيسية في العاصمة دمشق ومدينة حلب. وقد عطل الهجوم المدرجات في الوقت الذي كان وزير خارجية إيران عبد اللهيان يستعد لزيارة دمشق، فقفل عائدا إلى بيروت. وهكذا، فالنظام السوري قد عوّد الناس أن لا يرد على عدوان يهود،
أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة "تدعم (إسرائيل) وتحميها في كل وقت". وقال بلينكن في تصريح صحفي قبيل توجهه لزيارة كيان يهود، الخميس، "الولايات المتحدة تدعم (إسرائيل). نحن نحميهم اليوم، وسنحميهم غداً، وسنحميهم كل يوم. وسوف نقف دائما - بكل حزم - ضد الإرهاب".
أقدم جيش الاحتلال ليلة الأحد 15/10/2023م على اقتحام منزل الشيخ عبد الله عياد بالعيزرية، في القدس، واعتقاله بسبب منشوراته على الفيسبوك التي يدعو فيها جيوش الأمة للتحرك لنصرة فلسطين وغزة التي تتعرض للإبادة والقتل منذ ٨ أيام متواصلة.
أصدر حزب التحرير في ولاية لبنان نشرة يوم الثلاثاء 25 ربيع الأول 1445هـ الموافق 10/10/2023م، قال فيها:
رغم كُلِّ المحن والمآسي التي عصفت، وما زالت، بهذه الأمة، إلا أنّ خيرها مخبوءٌ فيها؛ ومهما علا الرماد فوقها، إلا أنّ جمرها متقدٌ يحرق بناره أعداءها ومن والاهم، إذا انتفض وهبت رياح إرادته لتزيل رماد السنين! وما هي إلا لحظةٌ، تستجيب فيها الأمة لنداء مولاها، حتى يصب عليها، عز وجل، بشائر النصر صباً ﴿يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
إن كل دعوات الحشد للأقصى والرباط فيه وحمايته باطلة إذا لم توجَّه للجيوش والعلماء والمؤثرين في الأمة كما توجه للعزل والمدنيين الذين لا يملكون من أمرهم شيئاً. وكل دعوة لحماية الأقصى من اقتحام أو عدوان دون أن تكون مصحوبة بالدعوة لحشد الجيوش لتحريره فهي مخدر يلهي الناس ويحرفهم عن طريق التحرير.
يا جيوش المسلمين... أيها الضباط والأركان والجنود:
من المسجد الأقصى ومن بين الركام في غزة هاشم نناديكم بنداء الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾.
ونحذركم بقول الله تعالى: ﴿إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
أورد رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي وهو أول رئيس وزراء في ظل الاحتلال الأمريكي شهاداته عن علاقته بأمريكا ووصفه بايدن بأنه منافق كذاب، وعن علاقة المالكي الذي جلبته أمريكا لإثارة الطائفية، وعلاقة حكام إيران بأمريكا وقولهم إنهم عملوا كل شيء لإرضائها! فماذا يريدون أكثر؟!
لقد خص الله سبحانه وتعالى هذه الأمة بأن جعلها أمة مسلمة مؤمنة، تؤمن بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد ﷺ نبياً ورسولاً. فهي أمة ذات رسالة ومنهج قويم، وصاحبة نظام مهيمن وسيادة وسلطان، وقوامة على البشرية جمعاء، تجاهد في سبيل الله تعالى لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
لم يجعل الله عز وجل العلماء في مقام وراثة الأنبياء إلا لخطورة المهمة التي ينبغي أن يتولوها، فكان قول الرسول ﷺ في ما رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم، أن النبي ﷺ قال: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلَا دِرْهَماً إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».
إنّ المجازر الدموية المُتكرّرة التي يقوم بها جيش كيان يهود في قطاع غزة بكل وحشيةٍ وإجرام صباح مساء، وطوال الأيام الماضية من غير توقف ولا رحمة، وإنّ استمرار القصف بآلاف الأطنان من المُتفجرات جواً وبراً وبحراً، وما نتج عن ذلك من قتل وجرح آلاف الأبرياء من الرجال والأطفال والنساء، وتهديم البنايات بما فيها المساجد والمستشفيات فوق رؤوس ساكنيها،
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني