إن كل دعوات الحشد للأقصى والرباط فيه وحمايته باطلة إذا لم توجَّه للجيوش والعلماء والمؤثرين في الأمة كما توجه للعزل والمدنيين الذين لا يملكون من أمرهم شيئاً. وكل دعوة لحماية الأقصى من اقتحام أو عدوان دون أن تكون مصحوبة بالدعوة لحشد الجيوش لتحريره فهي مخدر يلهي الناس ويحرفهم عن طريق التحرير.
فمتى ما قصَرنا القضية في أهل فلسطين المحتلة، ونزعناها من سياقها الإسلامي فنحن نساهم في خدمة عدونا بعلم منا أو بجهل. وهذه هي النقطة المحورية التي أوصى بها عدد من الكتاب والسياسيين اليهود حكومة الاحتلال، أي عدم أسلمة الصراع، بل جعله صراعاً بين أهل فلسطين وبين كيان يهود، لا صراعاً إسلامياً يهودياً. وهذا ما يفعله الإعلام العربي الذي يطلق شعارات "الصراع العربي (الإسرائيلي)" أو "الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي)"، ما يوحي بأن المسألة مشكلة بسيطة بين دولتين متجاورتين لا صراعاً على فكرة وجود هذا الكيان من عدمه، وأن هذه الأرض ملك للأمة الإسلامية.
هذه البلاد "ملك للأمة الإسلامية، وقد رواها المسلمون بدمائهم". هذه كانت كلمات السلطان عبد الحميد رحمه الله لهرتزل. وبهذه الكلمات حفظ رحمه الله فلسطين من أطماع يهود. لكن فلسطين والأقصى اليوم لا عبد الحميد لهم. والمسلمون لا خليفة لهم يقاتلون من ورائه ويتقون به عدوهم. فلا عجب أن تضيع فلسطين الأرض التي باركها الله، ويدنَّس الأقصى مسرى رسول الله ﷺ ما دام المسلمون بلا خلافة على منهاج رسول الله ﷺ.
رأيك في الموضوع