أصدر حزب التحرير في ولاية لبنان نشرة يوم الثلاثاء 25 ربيع الأول 1445هـ الموافق 10/10/2023م، قال فيها:
رغم كُلِّ المحن والمآسي التي عصفت، وما زالت، بهذه الأمة، إلا أنّ خيرها مخبوءٌ فيها؛ ومهما علا الرماد فوقها، إلا أنّ جمرها متقدٌ يحرق بناره أعداءها ومن والاهم، إذا انتفض وهبت رياح إرادته لتزيل رماد السنين! وما هي إلا لحظةٌ، تستجيب فيها الأمة لنداء مولاها، حتى يصب عليها، عز وجل، بشائر النصر صباً ﴿يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾. ولعل فيما حدث يوم السبت السابع من تشرين الأول 2023م، في فلسطين وفي غزة العزة، دلالةً واضحةً على خيرية الأمة وطاقتها الكامنة! التي تحتاج فقط إلى أنْ توضع في مسارها الصحيح.
وأضافت النشرة: إننا، بوصفنا أمةً واحدةً، كما قال ربنا سبحانه: ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾، فإن مواقفنا يجب أن تنبثق وتبنى على كوننا مِنْ هذه الأمة الواحدة، لا سيما في لبنان الذي يحتضن، حتى اليوم، من حملوا السلاح من تنظيمات لبنانية وفلسطينية وإسلامية، وكانت هذه التنظيمات تعلن، وما زالت، أنّ بوصلتها ووجهتها هي قتال يهود في فلسطين، وترفع شعارات تحرير الأقصى، وأنها جاهزةٌ تضع يدها على الزناد بانتظار اللحظة المناسبة... فأية لحظة مناسبة أفضل من هذه؟!
وقد فَتَحَ البابَ أمامكم ثلةٌ من المجاهدين في غزة العزة، بالنكاية بيهود نكايةً جعلت يهود أنفسهم يقرون أنها من أكبر خسائرهم، وظهر بالصوت والصورة خوار هذا الكيان وهزاله أمام ثلة مؤمنة مقاتلة، وهو الكيان المدجج بالسلاح والتقنيات ورعاية الدول الكبرى!
وتابعت النشرة: إنّ التعذر بأنّ أهل فلسطين وحدهم يقومون بالواجب، هو عذرٌ للقعود؛ وإنّ التعذر بأن الدول ستجتمع علينا بقضها وقضيضها، هو عذرٌ لعدم اتخاذ خطوات حاسمة وقتها الآن وليس مستقبلاً...
وإنّ الأمة اليوم متحفزةٌ، فإنْ رأت منكم خيراً، فستندفع معكم بل أمامكم، فطاقات التضحية والجهاد عندها هي كما عند إخوانها في فلسطين؛ فلا تصبوا على حرارة أملها وشعورها والاندفاع الذي عندها، البرودة في ردكم وتحرككم الآن في هذا الوقت المناسب!
إنّ الأمة الإسلامية، كما أهل فلسطين، يعلمون أنّ الأثمان قد تكون باهظةً، لكنهم يقرأون قول ربهم سبحانه: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾، يقرأون ذلك فتطمئن قلوبهم وتطيب نفوسهم بالتضحية.
وتوجهت النشرة إلى التنظيمات اللبنانية والفلسطينية والإسلامية المسلحة في لبنان بالقول:
إنْ لم يكن هذا وقت سلاحكم فمتى؟! ولأي عمل أشرف من هذا تدخرون سلاحكم؟! نقول لكم: إنكم إنْ تحركتم اليوم، مبتعدين عن القرارات الإقليمية والدولية التي لجمتكم لسنين وما زالت حتى اللحظة! فإن الأمة ستذود معكم وعنكم، ولن يجرؤ حينها لا كيان يهود، هذا إِن استقر له قرار، ولا من يدعمه من الدول، على اتخاذ أية خطوة ضد حركة أمة...
بل نقول لكم أكثر من ذلك: إنكم إنْ فعلتم، فلعلكم تحفزون إخوانكم في الجيوش على اتخاذ خطوات أكبر، وقد رأيتم كيف يغلي الناس والعسكر، في مصر والأردن ولبنان وتركيا وأفغانستان، بل وسائر بلاد المسلمين، فأشعلوا فتيلها ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ﴾.
وإنّ أيَّ تخاذل يحصل في هذا الوقت ليدفعنا للقول: إنّ وراء تأخركم ما وراءه، وإن وراء الأكمة ما وراءها! فاقلبوا المعادلة، وأروا أمتكم منكم خيراً، فإنها معكم، وما هي إلا خطوةٌ جريئةٌ تتخذونها، فتروا كيف سيتهاوى الكيان المسخ، ويتهاوى مِنْ خلفه الداعمون، حينما يدركون تحول طوفان الأقصى إلى طوفان للأمة ﴿ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.
رأيك في الموضوع