يواجه مئات الآلاف من الأفغان الذين عاشوا في باكستان منذ عقود، الترحيل من البلاد. ومنذ أيلول/سبتمبر 2023، أدت حملة ممنهجة إلى طرد ما يقرب من 850,000 أفغاني.
الراية: إن العديد من هؤلاء الأفغان الذين يواجهون الترحيل أو المطرودين بالفعل، يعيشون في باكستان منذ تسعينات القرن الماضي، بعد أن فروا من الغزو السوفيتي لأفغانستان. لذلك، أجبروا على مغادرة أرض كانت موطنهم لعقود، حيث أسسوا حياتهم وتزوجوا وأنجبوا أطفالهم، وأنشأوا أعمالهم التجارية، وبنوا منازلهم.
هذا الظلم الجسيم والإذلال للمسلمين بسبب أرضهم الأصلية، يرجع إلى مفهوم القومية الفاسد الذي صدرته الدول الاستعمارية الغربية إلى البلاد الإسلامية لتقسيم وإضعاف المسلمين من أجل السيطرة عليهم. وبالتالي رُسخت في الأنظمة التي ابتليت بها بلاد المسلمين حاليا. تصف هذه الأنظمة القومية إخوانهم المسلمين بأنهم أجانب أو مهاجرون غير شرعيين أو تصورهم على أنهم أعداء للدولة لمجرد أنهم يأتون من أرض مختلفة، رغم أن دينهم واحد.
قال رسول الله ﷺ عن القومية: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ»، وقال أيضا: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ»، وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ... ﴾، وقال ﷺ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»، وقال أيضا: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ».
رأيك في الموضوع