نظم حزب التحرير/ أمريكا مؤتمر "العالم عند مفترق طرق: الأزمة الأيديولوجية والطريق إلى الأمام"، وهو مؤتمر الخلافة السنوي الذي يُواجه التناقضات المتزايدة في ادّعاءات الغرب بالعدالة والحرية والكرامة الإنسانية، حضره مئات الأشخاص عياناً، بينما تابعه الآلاف مباشرةً من جميع أنحاء العالم.
افتتح الأستاذ حارس أبو نورين المؤتمر بمحاضرة "كشف القناع: تناقضات ادعاء القيم الغربية"، كاشفاً كيف تُستخدم الشعارات الديمقراطية لتغطية الرقابة وجرائم الحرب والقمع. وسلّط الضوء على استخدام التلاعب الإعلامي وحظر وسائل التواصل الإلكتروني لحماية روايات يهود، حتى في الوقت الذي يُقتل فيه صحفيون في غزة ويُعتقل طلاب في أمريكا ويُختطفون على يد جهات إنفاذ القانون بتهمة انتقاد جرائم كيان يهود.
تلاه الدكتور عبد الرافع بحديثه عن الرعاية الصحية في غزة تحت الحصار. واستناداً إلى خبرته في علاج جرحى غزة، وصف الانهيار التام للبنية التحتية للرعاية الصحية تحت الحصار، حيث أُجبر الأطفال على تحمل عمليات البتر دون تخدير. وأوضح في محاضرته أن المعاناة ليست عرضية، بل هي نتيجة سياسات وحصار متعمد تدعمه قوى خارجية.
وفي الختام، ألقى الدكتور محمد عبد الله محاضرة بعنوان "المسلمون في أمريكا: كيف نمضي قدماً؟"، حاثاً المسلمين على تجاوز السياسات الحزبية والحدود، وإعادة التواصل مع هويتهم الإسلامية. ودعاهم إلى رفض المبادئ البشرية الفاشلة، والعودة إلى النظام الذي أنزله الله، والذي يحقق العدالة للجميع، ويوحّد المسلمين تحت راية واحدة.
وقد وجّه المؤتمر رسالة تتجاوز أمريكا بكثير، وهي دعوة للمسلمين في الغرب وحول العالم لإدراك العصر الذي نعيش فيه. لقد ولّى عهد الصّمت، وعلى الأمة أن تنظم نفسها، وأن تتحدث بوضوح، وأن تعمل بعزيمة. يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ﴾.
أكد المؤتمر أن العالم لا يفتقر إلى الحلول، وأن ما يعيق ذلك هو رفض الحقيقة، وهي الإسلام، وواجبنا أن نحملها إلى الأمام لنهضة الأمة ونشر رحمة الله تعالى في العالم.
رأيك في الموضوع