في معرض حديث رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي عن مفاعيل لقاءاته مع المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين، الذي يجوب المنطقة ذهاباً وإياباً، بين لبنان وفلسطين المحتلة، لفرض وقف إطلاق للنار ينقذ مرشحة الحزب الديمقراطي كاميلا هاريس أمام مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، أشار نجيب ميقاتي إلى "أن حزب إيران في لبنان تأخر في فصل جبهة لبنان عن غزة"، ومع أنّ الحزب لم يعلن فصل الجبهتين بشكل واضح، غير أنّ التصريحات الصادرة عن مسؤوليه في الآونة الأخيرة بشأن الاستعداد لوقف إطلاق النار، وما واكبها من تصريحات رئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن استعداد لبنان لوقف إطلاق النار، ثم هذه الإشارة الأخيرة من نجيب ميقاتي، عكست هذه الأجواء، أي أجواء فصل الجبهتين عن بعضهما، فما حقيقة هذا الأمر؟!
منذ شهر تقريباً، شهدت الحرب بين كيان يهود ولبنان متمثلاً بـحزب إيران في لبنان، أو بالمقاومة الإسلامية، كما يسميها إعلام هذا الحزب، تصعيداً كبيراً، لا سيما بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله بغارة جوية مدمرة على منطقة الضاحية الجنوبية، محل وجود نصر الله في بنية عميقة تحت الأرض في 27/09/2024م؛ وفي بداية تشرين الأول/أكتوبر 2024م تحديداً أعلن كيان يهود عن بدء عملية برية، قال عنها إنها محدودةٌ، مستهدفةً مواقع للحزب وأنفاقاً في القرى والمناطق الحدودية؛ وبعد زيارة المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، ولقائه مسؤولين
إنها قرابة الساعة السادسة مساء يوم الجمعة 27/9/2024م، بتوقيت بيروت والمدينة المنورة، دوي عشرة انفجارات ضخمة جداً في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب إيران، بعد قليل من انتهاء كلمة نتنياهو الوقحة المتحدية أمام قاعة شبه فارغة من الوفود الرسمية والسياسيين، إلا من جمهور أحضره معه، ليصفق له. ثم مغادرته بشكل مفاجئ إحاطةً صحفيةً، بعد أن همس في أذنه سكرتيره العسكري! لتنتشر بعد قليل صور لنتنياهو قيل: إنه كان يعطي الأمر بتنفيذ العملية الكبيرة، وما لبث أن نشرت بعد قليل صور لوزير جيش كيان يهود يوآف غالانت ورئيس الأركان ورئيس سلاح الجو، قيل: إنها وهم يتابعون تنفيذ العملية ضد صيد ثمين، في تنافس مقيت على دماء المسلمين، بإلقاء أطنان
بعد ظهر يوم الثلاثاء 17/9/2024م، وتحديداً الساعة 3:35، كان المشهد دامياً في شوارع لبنان، لا سيما في العاصمة بيروت، وتحديداً في ضاحيتها الجنوبية، معقل حزب إيران، وفي مدينة صيدا في جنوب لبنان؛ يسقط أمامك سائق دراجة نارية، أو رجل يبتاع الخضار إلى جوارك، أو شاب يقود سيارة، أو بائع في محل أجهزة هواتف نقالة، مع صوت فرقعة تشبه إطلاق الرصاص في مشهد غريب، فهل تم إطلاق النار على أحدهم، أم أن مسيرةً لكيان يهود أردته؟! أصابع مقطعة، وإصابات في الوجه والعينين، أو في الخصر؛ لقرابة نصف ساعة لم يفهم الناس ما يحدث! ثم تبين أن أجهزة البيجر (أجهزة الاستدعاء)، التقنية القديمة التي كانت تستخدم قبل ظهور الهواتف النقالة، كانت هي القاسم المشترك
أعلن حزب إيران اللبناني ما أسماه (عملية الأربعين)، بعد فجر يوم الأحد ٢٥/8/٢٠٢٤م، قال إنه أطلق خلالها ٣٤٠ صاروخاً من صواريخ الكاتيوشا، تصاحبها مسيّراتٌ انقضاضيةٌ
تعد قرية مجدل شمس من أكبر القرى الأربع المحتلة في الجولان منذ 1967، وهي (مجدل شمس، وبقعاثا، ومسعدة، وعين قنية)، يبلغ عدد سكانها حسب إحصاء سنة 2021، قرابة 12000 نسمة، من الدروز بنسبة 99%. حاول يهود سنة 1982، وبعد سن قانون ضم الجولان في كنيست يهود، فرض جنسية الكيان المحتل على أهلها، فانتفض أهلها تحت شعار "انتفاضة الهوية"، حيث أعلن سكان القرية الإضراب المفتوح ضد هذا القرار، وحصلت مواجهات عنيفة، استخدم فيها كيان يهود المجرم الأسلحة الثقيلة والحصار، وصدرت وثيقة سميت "الوثيقة الوطنية للمواطنين السوريين في مرتفعات الجولان السورية المحتلة"، رفض فيها سكان مجدل شمس التجنس بجنسية كيان يهود، واعتبروا من يقبلها
مع استمرار الاعتداء الغاشم والدموي، والجرائم التي تمجّها كل نفس بشرية سوية، ضد أهل غزة وقطاعها، وامتداد جرم يهود إلى الضفة الغربية
تزايدت حدة التوترات على ما بات يُعرف بالجبهة الشمالية لفلسطين، وهي الجبهة المحاذية لجنوب لبنان، بين يهود من طرف، وحزب إيران اللبناني من طرف آخر. حدة التوترات هذه دفعت بالمنسق الأمريكي هوكشتاين للتحرك سريعاً تجاه المنطقة، في محاولة لمنع توسع المعركة، هذا التوسع الذي لا تريده أمريكا، ولا إيران الدائرة في فلكها، ولا حزبها في لبنان! ولكن يهود، لا سيما المتطرفين مثل بن غفير وسموتريتش، يميلون لتوسيع نطاق المعركة لتشمل لبنان، ويكاد نتنياهو يكون
حزب الله في لبنان هو حزب إسلامي، قائمٌ على أساس الفقه الجعفري، ومذهب الإثنى عشرية، تأسس عام 1982م، قام في أصل تأسيسه على الأيديولوجية الخمينية وولاية الفقيه، كما جاء في خطاب قديم لأمينه العام الحالي السيد حسن نصر الله: "مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره، كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع دولة إسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى، التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق، الولي الفقيه الإمام الخميني...".
في ظل استمرار مجزرة كيان يهود المجرم على غزة وأهلها، واستمرار التوتر على الجبهة الشمالية لفلسطين المحاذية لجنوب لبنان، قال كيان يهود في 16/1/2024م: "إن قواته الخاصة تسللت إلى داخل الجنوب اللبناني وأزالت ألغاما في قرية عيتا الشعب"، فيما نفى حزب الله حدوث هذا التسلل.
ومن المعلوم أن هناك حالة من الاشتباك بين كيان يهود من جهة، وحزب إيران وبعض الفصائل الفلسطينية من جنوب لبنان وتحديداً حماس والجهاد، تتمثل في رمايات صاروخية يقوم بها الحزب وهذه الفصائل على المواقع العسكرية الحدودية لكيان يهود، ويرد كيان يهود بالمثل، ويزيد باغتيال شخصيات قيادية في الحزب وهذه الفصائل، في الداخل اللبناني! ما يدفع الحزب للتصعيد واستهداف أفراد من جيش يهود
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني