شنت طائرات كيان يهود سلسلة غارات عنيفة على العاصمة اليمنية صنعاء، بما فيها المطار الدولي، خلال الخطاب الأسبوعي لزعيم جماعة الحوثيين الحاكمة في شمال اليمن، عبد الملك الحوثي، الخميس 24 جمادى الآخرة 1446هـ الموافق 26 كانون الأول/ديسمبر 2024م. وأفادت مصادر يمنية بأن "6 غارات جوية استهدفت قاعدة الديلمي الجوية ومطار صنعاء الدولي"، وذكرت أن "الغارات على مطار صنعاء استهدفت برج المراقبة ومدرج المطار".
إن هذه هي المرة الرابعة التي يستهدف فيها طيران كيان يهود أهدافاً داخل اليمن، حيث شنّ غارات جوية في تموز/يوليو، وغارة أخرى في أيلول/سبتمبر 2024 على محافظة الحديدة الساحلية، كما شنّ غارات جوية على صنعاء والحديدة الخميس قبل الماضي، بالإضافة إلى غارات الخميس. وفي الوقت ذاته استمرّ الحوثيون في إطلاق الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة على كيان يهود، رغم أن معظمها يفجرها يهود في الفضاء بصواريخ مضادة.
يأتي كل ذلك على مرأى ومسمع أمريكا صاحبة أكبر الأساطيل العسكرية في البحر الأحمر ومتزعمة عمليات "حارس الازدهار" المزعومة لمنع الحوثيين من توجيه ضرباتهم على السفن في البحر الأحمر. إلا أن الواضح أنها تسمح بهذا التبادل من الضربات الجوية بين الطرفين وذلك لسببين:
الأول هو تضخيم كيان يهود بعد أن كشفت سوأته وتعرت حقيقته بعد أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م وظهور ضعفه والقدرة على اختراقه على يد جماعة وليس حتى دولة بجيش منظم. ولا يزال إلى اليوم بعد أكثر من عام وهو غير قادر على تحقيق كامل أهدافه التي أعلن عنها من حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة. فحاولت أمريكا ومن خلفها الغرب بأجمعه أن يحافظوا على كيان يهود قاعدتهم المتقدمة في بلاد المسلمين في حربهم الحضارية على الإسلام والمسلمين وأن يصنعوا له انتصارات وهمية في المنطقة لتعود له هيبته المفقودة بأنه كيان قوي في المنطقة تمتد طائراته إلى أقصى الخليج والبحر الأحمر، وفي السياق ذاته تأتي مغامراته في لبنان والشام. كل ذلك من أجل إعادة الهيبة المفقودة للكيان وتبرير خيانة الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية وخصوصاً مملكة آل سعود للقيام بعملية التطبيع معه باعتباره كيانا قويا في المنطقة.
أما السبب الثاني لسماح أمريكا بالضربات المتبادلة بين كيان يهود والحوثيين فهو لإنقاذ الحوثيين محلياً، إذ تراجعت شعبيتهم كثيرا داخل البلاد وزادت اعتقالاتهم لكل من يخالفهم في الرأي وزادت معاناة الناس في المناطق الخاضعة لهم وعدم قدرتهم على معالجة المشكلات الداخلية التي باتت تتفاقم، ولم يتبق لهم إلا (رد العدوان الخارجي) ذريعة لإظهار أنفسهم أبطالا، وأنهم الوحيدون الذين يواجهون العدو في الوقت الذي تخاذلت بل تواطأت فيه باقي الأنظمة. وأيضاً لإظهار الحوثيين أن لديهم قدرات عسكرية تجعل الحكومة الأصلية ومن يقف خلفها يترددون في شن هجمات عسكرية عليهم، وعندما يدخلون في مفاوضات الحل السياسي يدخلونها من موقف قوة وليس من موقف ضعف وتراجع؛ ذلك أن الحوثيين باتوا يعلنون أن هناك حشدا عسكريا يتم تحضيره ضدهم خصوصاً من جبهة الحديدة حيث تتمركز هناك قوات طارق صالح ابن أخ المخلوع علي صالح، وعضو مجلس الرئاسة الحكومي، وقد زودت بريطانيا الحكومة التابعة لها مؤخرا زوارق حربية تحت عنوان حماية الملاحة في البحر الأحمر، بينما تحاول الإمارات بدورها الضغط الإعلامي والسياسي على الحوثيين وذلك بالإعلان عن رغبتها في مشاركة أمريكا عملية عسكرية لتحرير الحديدة لحماية الملاحة الدولية.
هكذا يبدو المشهد العسكري والسياسي في اليمن، وهكذا يخطط لكم أعداؤكم يا أهلنا في اليمن، وفي كل ذلك نكون نحن أهل اليمن وأهل المنطقة ضحايا تلك الخطط، ووقود تلك الحروب دون أن يكون لنا أي طائل منها!
إن الحل أيها المسلمون إنما يكون بالانفضاض عن تلك القيادات الخائنة في شمال اليمن وجنوبه التي سلمت البلاد والعباد للعدو يعبث بها وبثرواتها وبمصير أهلها. الحل يكمن في تبني قضايانا بأنفسنا وطرد الكافر المستعمر ونفوذه وعملائه من البلاد، واستلام زمام المبادرة وإعلان تطبيق حكم الإسلام في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة.
بقلم: الأستاذ عبد الله الحضرمي – ولاية اليمن
رأيك في الموضوع