شنت أمريكا حملة جديدة من الهجمات على اليمن بدأتها يوم السبت 15 آذار/مارس 2025م، وكانت تلك الهجمات هي أقوى هجوم أمريكي استمرّ لأيام عدة وما زال مستمرا، وهذا يعزز ما قاله مصدر أمريكي بأن الهجمات على أهداف للحوثيين في اليمن قد تستمر لأسابيع. (بي بي سي).
وكانت وزارة الصحة التابعة للحوثيين، قد أفادت، بأن الضربات الأمريكية التي بدأت السبت 15 رمضان 1446ه الموافق 15 آذار/مارس 2025م، أسفرت عن مقتل 53 شخصاً على الأقل وإصابة ما يقرب من 100 آخرين، بينهم نساء وأطفال، فيما أكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع "استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان والقطع البحرية التابعة لها شمالي البحر الأحمر بـ18 صاروخا بالستيا ومجنحاً وطائرة مسيرة". وقالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، إن أمريكا شنت 40 غارة على العاصمة صنعاء وصعدة والبيضاء، أسفرت عن مقتل 32 شخصا، وجرح أكثر من مائة آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
وكان رئيس أمريكا ترامب قد أعلن السبت 15 آذار/مارس عن إطلاق عمل عسكري "حاسم وقوي" ضد الحوثيين، وقال في منشور على منصته روث سوشال: "سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا".
ونقلت وول ستريت جورنال عن مصادر أمريكية قولها: "إن هناك ثلاثة أهداف، للضربات الأمريكية الأخيرة، على الحوثيين، وهي: منصات إطلاق الصواريخ وقيادات الحوثيين ورسالة إلى إيران مفادها أنها قد تكون التالية".
وواضح أن هدف أمريكا من هذه العملية ليس تدمير الحوثيين والقضاء عليهم وإلا لعمدت إلى إسناد الحكومة للهجوم البري عليهم، إذ أعلن ترامب أنه لا يريد تغيير النظام في اليمن، وأعلن وزير خارجيته روبيو، أن الضربات الأمريكية ستستمر ضد الحوثيين حتى يفقدوا القدرة على تهديد البحرية الأمريكية والشحن العالمي. في الوقت الذي أعلن وزير دفاع الحكومة الرسمية أن قواته جاهزة للعمل العسكري ضد الحوثيين، إلا أن قواته لم تتقدم خطوة تجاههم لافتقادهم إلى الإذن الأمريكي بذلك. وكان اللواء في الجيش اليمني محسن خصروف قد صرح سابقا أن أمريكا هي من منعت قوات الحكومة الرسمية من التقدم تجاه صنعاء بعد أن كانت على مشارفها.
ومن هنا يتضح أن هدف أمريكا من ضرباتها الأخيرة على الحوثيين هو رسالة إلى إيران كي تتوقف عن دعمهم وتهريب الأسلحة لهم وأن تنخرط في مفاوضات ملفها النووي مع أمريكا. ويؤكد ذلك تصريح ترامب الخميس 20 آذار/مارس الجاري في رسالة إلى المرشد الإيراني "إجراء مفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد" (الجزيرة عن سي إن إن).
الخلاصة أن مشروع أمريكا ترامب هو تحجيم دور إيران في المنطقة خدمة لكيان يهود وكي لا يتكرر سيناريو مشابه لأحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م أو أي تهديد على كيان يهود، وأن يذهب هذا الكيان باتجاه تطبيع العلاقات مع دويلات المنطقة التي تتسابق في تنفيذ أوامر أمريكا للتطبيع معه. ولهذا قامت أمريكا بإجبار حزب إيران في لبنان على توقيع اتفاق سلام مع كيان يهود، وهكذا تعمل الآن مع حركة حماس، بعد أن قامت بإبعاد إيران عن سوريا، وجاء الدور الآن على الحوثيين باعتبارهم أداة من أدوات إيران في المنطقة.
فضربات أمريكا هذه للحوثيين هي لإخضاع إيران للذهاب إلى مفاوضات مع أمريكا حول ملفها النووي وبالتالي تعود إلى تنفيذ اشتراطاتها.
وما كان كل ذلك ليتم لترامب لولا خضوع وخنوع حكام المسلمين له، بينما ضحية ذلك هي دماء المسلمين وثرواتهم.
ولم يبق وحال الحكام هكذا، إلا أن تتحرك الجيوش ومن خلفها الشعوب لإسقاط الحكام الخونة، ومنع أمريكا من تنفيذ مشاريعها ونهب خيرات الأمة.
إن دماء المسلمين المسفوكة في فلسطين واليمن وسوريا والسودان وغيرها هي بفعل عربدة أمريكا وربيبها الذي أطلقته يعربد في المنطقة، وبفعل خيانة حكام المسلمين وخنوعهم، لا بل وتواطؤهم مع أمريكا ضد شعوبهم، وإن عبادتنا لله لن تستقيم إلا بوقوفنا كأمة لتعطيل تلك المخططات وإسقاط الحكام وإقامة نظام إسلامي يحكم بشرع الله ويطرد النفوذ الغربي من بلادنا؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة كان ﷺ قد بشرنا بعودتها في هذا الزمان «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
بقلم: الأستاذ عبد الله الحضرمي – ولاية اليمن
رأيك في الموضوع