بعد خمسة أشهر من الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، يخرج البرهان من القيادة العامة بعد أن ملأت قيادات الدعم السريع وجنودهم الفضاءات والأسافير الإلكترونية والقنوات الإعلامية، أنهم يحصون أنفاس الرجل ولن يخرج إلا مستسلما أو إلى مثواه الأخير.
لا شك أنه في هذه الأوقات العصيبة التي ابتليت فيها الأمة بحكام لئام، ثم بعلماء آثروا أنفسهم - إلا من رحم الله تعالى - فاختاروا السكوت عن بيان الحكم الشرعي في عمالة الحكام، وخضوعهم لأجندة الدول الاستعمارية، وتنفيذهم لأنظمة الكفر؛ من ديمقراطية وعلمانية وفصل الدين عن الدولة، وسكوتهم عن تعدد الجيوش والحركات المسلحة بقيادات مختلفة، فرقت الأمة وارتهنت إلى من يدفع فاتورة السلاح، ثم سكوتهم عن بيان الحكم الشرعي في حرمة الاقتتال بين المسلمين، بل ومنهم من رأى أن في هذا الاقتتال جهادا يجب أن يستمر، والنبي ﷺ يقول: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» رواه البخاري ومسلم، وقوله ﷺ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ» رواه ابن ماجه.
يعلم كل من له عقل ويراقب الأحداث عن كثب، يعلم يقيناً أن أمريكا دولة استعمارية تقاتل وتصارع لتحقيق مصالحها في العالم، ولن تستطيع أي دولة استعمارية تحقيق سياستها بجدارة إلا إذا وجدت من يساعدها من أبناء البلد فيحقق أجندتها ويرعى مصالحها فيكون عميلاً لهذه الدولة أو تلك، خاصة عند تولي سدة الحكم، وأخطر هؤلاء العملاء هم الذين يتسترون بمؤسسات الحكم الرسمية التي تجد التوقير ويعطي الناس لها الولاء والتقدير، مثل الجيوش في بلاد العالم.
لقد ثبت يقينا بناءً على الأدلة والبراهين والشواهد أن النصر بيد الله وحده سبحانه وتعالى، وأنه منةٌ وهِبةٌ ينزلها الله سبحانه على من يشاء من عباده، وقد اتضح بالأدلة والبراهين والأمثلة أن النصر قريب بإذن الله، وما هو إلا صبر ساعة، يأتي كلمح البصر، وأن الابتلاء سنة من سنن الكون، لا تتغير ولا تتبدل إلا بإذنه تعالى، وأن البشريات على قرب نصر الله لاحت بشائرها في الأفق، لا تنكرها إلا نفوس مريضة، ولا تغض النظر عنها إلا عيون عليها غشاوة وقد أصابها الرمد.
لقد بشَّر الله تعالى عباده المؤمنين بالنصر والتمكين إن هم التزموا أوامره وحققوا شروطه للنصر، وهذه البشريات جلية وواضحة منها ما جاءت به النصوص الشرعية ومنها ما أكدته الوقائع والأحداث خاصة في هذا الزمان الذي نعيشه كثيرة:
من بشريات الوحي لأمة الإسلام بالنصر والتمكين:
جاءت الآيات تترا تمدح القلةَ المؤمنةَ القائمةَ بأمر الله تعالى، وتذم الكثرة التي تقف في جانب الباطل، أو التي تصمت على الباطل؛ فلا تتخذ موقفاً شرعياً تقف به مع الحق أو تدافع عنه، أو على أسوأ الافتراضات إن لم تقم بالحق تؤيده، وتعين
عندما تكون للظالمين الغلبة على أهل الحق، فيفرضون باطلهم بالبطش وقوة الحديد، كما تفعل الدول الغربية ببلاد الإسلام اليوم، ينصبون السفهاء حكاماً، ويحرصون على نشر الفساد والخلاعة باسم الديمقراطية والحرية مثل دعوتهم للشذوذ والردة عن الإسلام، وتدمير الأسرة تحت شعار إعطاء الحرية للمرأة والطفل كما تهدف اتفاقيات سيداو وما شابهها، فيتواطأ
لا شك أن النصر يتنزل على أولئك الصابرين، الذين وثقوا بأن الله تعالى ناصرهم ومعينهم، فطالما أنهم على ثقة بقرب فرج الله سبحانه، وأنه ناصرهم ولو بعد حين، فهم لا يتزلزلون مهما كان البلاء والشدة، ولا يستسلمون مهما مر بهم من كوارث ومصائب وضائقات، ولا يتنازلون عن مبدئهم مهما تضررت مصالحهم الآنية، فإن مصلحتهم الحقيقية هي في نوال رضوان ربهم،
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني