حمد طبيب

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

تحدثنا في الحلقة الماضية عن بعض البيانات التي صدرت عن الأمم المتحدة، ومجلس أمنها، وعن سياسيين بارزين في الإدارة الأمريكية، وعن منظمات يهودية أمريكية تعيش في أمريكا، تتهم اليهود بالتصعيد، وتطالبهم بتهدئة الأمور؛ وذلك كي لا تؤثر أعمال اليهود داخل فلسطين على سياسات الغرب بشكل عام تجاه منطقة الشرق الأوسط، وتجاه النظرة الغربية لقضية فلسطين على

 

في خضم الأحداث المتأزمة والمتسارعة داخل فلسطين؛ من حيث غطرسة يهود، وازدياد أذاهم للناس وممتلكاتهم، وأعمال القتل والتنكيل والتخريب، وهدم البيوت التي باتت شبه يومية تقريبا. وكذلك الاعتداء على القدس والمسجد الأقصى المبارك، والمحاولات المتكررة لتقسيمه زمانيا ومكانيا؛ بمنع المصلين من دخوله في أوقات محددة. ومن حيث توسيع دائرة الاستيطان، وقضم مزيد من الأراضي، والتهديد بالسيطرة الكاملة على ما يسمى بمناطق سي، كما صرح بذلك وزير الأمن القومي لكيان يهود إيتمار بن غفير في 23/6/2023 حيث ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أنه دعا إلى "إطلاق العنان لإقامة مزيد من البؤر الاستيطانية غير الشرعية بالضفة الغربية، وشن عملية عسكرية واسعة

 

وبعد هذا الاستعراض لهذه الأحلاف والتكتلات الاقتصادية نرى أن العالم برمته يتجه نحو اتجاهات جديدة خارج نطاق المنظومة الدولية والقوانين التي تجمعها، خاصة أن هذه التحالفات لها قوانينها المستقلة، ولها توجهاتها وأهدافها. فتكتلات أمريكا التي أنشأتها في أوكوس وكواد تهدف إلى محاصرة الصين عسكريا، ووضعها أمام دول متعددة في المواجهة العسكرية في حال حصولها، وإدخال دول جديدة في منظمة حلف الأطلسي على حدود روسيا أيضا هي أعمال مقصودة تقوم بها أمريكا لتسخير هذا الحلف في محاصرة روسيا عسكريا؛ بعد أن كان حلف الأطلسي شبه ميت لا قيمة له.

 

المقصود بالقوانين الدولية هو مجموعة القوانين والأعراف والنظم التي يجتمع عليها العالم، ويجمع على شرعيتها، وتكون هي المرجعية والحَكَم

 

لقد ذكرنا في الحلقة السابقة أن الصراع الدائر اليوم بين التحالفات الدولية هو أشبه بالأجواء التي سادت قبيل الحرب العالمية الأولى، وأنه يتدحرج يوما بعد يوم، وربما انفجر مرة واحدة لتترتب عليه مخاطر عديدة تهدد البشرية. فما هي هذه المخاطر التي ربما تترتب على هذا الصراع المحتدم؟

هناك في الحقيقة مخاطر كثيرة سوف تترتب على هذا الصراع الدولي بكافة أشكاله السياسية والاقتصادية والعسكرية، ومن هذه المخاطر:

 

لقد شهد الصراع بين روسيا والصين وبين الغرب على رأسه أمريكا، ذروته في العامين الأخيرين 2022- 2023، واتخذ هذا الصراع منحىً 

 

ذكرنا في الحلقة السابقة بأن روسيا قد باتت تدرك أن أمريكا تهدف إلى تمزيقها، وجعلها دولة خانعة ذليلة، وتهدف للسيطرة على مناطق نفوذها المجاورة، وداخل الدول التي تشكل الاتحاد الروسي الحالي. ونكمل في هذه الحلقة بعض الأمور إكمالاً للموضوع السابق:

قال الرئيس الروسي بوتين، في خطابه السنوي أمام النخب وقادة الجيش في 21/2/2023 في الذكرى الأولى لبدء الحرب على أوكرانيا: "النخب الغربية لا تخفي هدفها؛ إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا؛ أي القضاء علينا مرة واحدة وإلى الأبد". أما وزير خارجيته لافروف فقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية الرسمية في 27/11/2022: "تؤكد تصرفات الغرب مجتمعا،

 

ذكرنا في الحلقة السابقة أعمال أمريكا تجاه روسيا لاحتوائها، وبيّنا أن هذه السياسة نجحت إلى حد ما في بعض الأمور؛ ولكنها لم تحقق كامل النجاح في جميع المجالات التي كانت تطمح لها أمريكا. وفي هذه الحلقة سنتحدث عن أعمال روسيا في وجه سياسات أمريكا لتبديد حلمها في جعلها تنضوي تحت جناحها، وتخدم سياساتها وأهدافها التوسعية الاستبدادية؛ تماما كما فعلت أمريكا مع الدول الأوروبية، فكان مثلها كمثل الرجل الضخم القوي، ولكنه لا يحسن التصرف بشيء!

وقبل أن نذكر أعمال روسيا للتصدّي لسياسات أمريكا لاحتوائها، نقف قليلا عند بعض الأمور التي نجحت أمريكا في تحقيقها في سياسة الاحتواء تجاه روسيا:

 

  روسيا هي وريثة الاتحاد السوفيتي البائد؛ أي هي وريثة المعسكر الاشتراكي وحلف وارسو، أو القطب الثاني العالمي، حيث وقف هذا الحلف منذ تأسس سنة 1955 حتى نهايته سنة 1991، ندّاً للغرب، ولفكره ومبدئه الرأسمالي، ولسياساته الخارجية. وقد كان الاتحاد السوفيتي قبل زواله يتربع على 15% من اليابسة، أي ما يعادل قارة أمريكا الشمالية تقريبا، وتحده 12 دولة، وتحيط به ثلاثة محيطات

 

برزت مسألة التنافس السياسي بين الحزبين الكبيرين في أمريكا، الجمهوري والديمقراطي، بشكل واضح جليّ في أزمة رفع سقف الدين العام من خلال تصريحات قادة الحزبين لدى الصحافة ووسائل الإعلام الأمريكية. فقد أوردت صحيفة