حمد طبيب

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

إن أهم المطالب عند الجموع الثائرة في السودان والجزائر؛ هي الخلاص من الظلم وأسبابه وتوابعه ورجالاته، وتحقيق العدل بجميع أشكاله؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فهل سلكت هذه الجموع الرافضة للذل والظلم طرق الخلاص من ذلك، لتحقق الرفعة والعدل؟

الناظر والمتابع لمعظم مطالب الثائرين الرافضين للذل والظلم في الساحات والميادين، وفي أجهزة الإعلام بأنواعها، وفي المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، الناظر لمعظم ذلك وللأسف يرى أن هذه الجموع تطالب بدولة مدنية، وتطالب بالحرية، وبالتخلص من العسكر

الأربعاء, 17 نيسان/أبريل 2019 00:15

الانتخابات وأساليب الاحتواء والتضليل

في السنوات الأخيرة؛ وخاصة بعد صحوة الأمة الفكرية، وبروز التيارات الإسلامية؛ بشكل فاعل وكاسح، في الساحة السياسية. وبعد مرحلة الثورات التي صاحبت صحوة الأمة على واقعها المرير، وانتفاضتها ضد سطوة الأوساط السياسية في بلادها

لقد جن جنون النظام في الجزائر بسبب الهزيمة الساحقة التي مني بها الحزب الحاكم (جبهة التحرير الوطني)؛ في انتخابات البلديات سنة 1990؛ فوضع قسما من رموز الجبهة في السجون، وقام بتعديلات على قوانين الانتخابات. ورغم المضايقات التي قام بها الحزب الحاكم ضد جبهة الإنقاذ، ورغم التدخلات لصالحه في قوانين الانتخاب، إلا أن الحركة دخلت الانتخابات التشريعية سنة 1991 وفازت بـ 188 مقعدا من أصل 232 مقعدا؛ في حين إن الحزب الحاكم لم يحصل إلا على 12 مقعدا

لقد تحدثنا في الحلقة السابقة عن التناقضات والانحرافات التي مرت بها حركة النهضة عبر ثماني سنوات مضت؛ من بداية الثورة. وإننا من باب الغيرة على دين الله، والحرص على مصالح الأمة وكيانها نذكر بالحقائق التالية:

الحقيقة الأولى: لقد أرشدنا ربنا عز وجل أن سبب الرفعة والنهضة الصحيحة، والغنى وبحبوحة العيش، والأمن والأمان هو بالإسلام، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الأنفال: 29] وقال سبحانه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً﴾ [نوح: 10-12] وقال جل جلاله: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ [الأعراف: 96]. وإن

بعد ثماني سنوات من ثورة أهل تونس والتي بدأت في 17/12/2010، وبعد مشاركة حركة النهضة في عدة حكومات منها حكومة الترويكا (الجبالي والعريض) من 2011-2014، ثم حكومة الصيد 2014، ثم حكومة الشاهد 2016، لم تعترف الحركة بالحقيقة، ولم تجرؤ على مصارحة أتباعها بتناقضات

في الجولة المطولة التي قام بها وزير خارجية أمريكا بومبيو خلال الأيام الفائتة؛ في الشرق الأوسط، وزار فيها دولاً عدة؛ فإنه عمل على ترسيخ الفتن بين بلاد المسلمين، وعلى رسم عدو مشترك لهم هي إيران، و(الإرهاب الإسلامي). ودعا إلى تأسيس حلف عربي مشترك ضد هذا العدو المشترك؛ الذي يتهدد بزعمه البلاد المجاورة

الأربعاء, 02 كانون2/يناير 2019 00:15

فرنسا بين النزوع للعظمة ومعوّقات الواقع

دعا الرئيس الفرنسي ماكرون؛ في مناسبات عدة إلى تشكيل قوة أوروبية؛ تتولى الدفاع عن أوروبا الموحدة تجاه الأطماع الروسية والصينية والأمريكية؛ ففي اجتماعه في بروكسل 19/11/2018 بعد زيارة لدول أوروبية عدة أعاد ماكرون ما عرضه من قبل (تشكيل الجيش الأوروبي الموحد). وكان قد دعا في الاحتفال بالمئوية الأولى لنهاية الحرب العالمية الأولى

 يتفق روّاد السياسة والاقتصاد في العالم؛ بأن أمريكا هذه الأيام عملاق اقتصادي وعسكري، يتربع على رأس الهرم العالمي، بلا منازع مؤثر ينزلها عن هذه المكانة. ويتفقون أيضا أن هذا العملاق الضخم مثخن بالجراح والنزيف الاقتصادي؛ الذي يكاد يقتله لولا كثرة الروافد الخارجية؛ التي تمده بدماء جديدة فتبقيه قويا؛ واقفا على أقدامه لا يسقط أرضا.

فأمريكا هي صاحبة العملة العالمية؛ التي تتحكم بكل العملات النقدية، وتجري بها التبادلات في المصارف والأسواق العالمية، وهي صاحبة أكبر إنتاج للسلع والخدمات العالمية؛ حيث يقدر

أقامت الحكومة الفرنسية احتفالاً كبيراً في باريس؛ استمر ثلاثة أيام متتالية، من 11 – 13 تشرين الثاني 2018؛ وحضرته وفود دولية، ورؤساء دول عديدة؛ وذلك بمناسبة المئوية الأولى لنهاية الحرب العالمية الأولى، وأقامت باريس مع هذا الاحتفال الكبير، والذي حضره حوالي 98 وفدا دوليا، و72 رئيسا، أقامت منتدى للسلام، يبحث في موضوع السلام العالمي، وفي كيفية المحافظة عليه، وذلك من خلال ورش عمل، يشارك فيها كبار القادة والمتخصصين، وتُقَدّم من خلالها رؤىً وحلولٌ، مبنية على استخلاص الدروس والعبر من مآسي الماضي، وخاصة الحروب العالمية، وما جرته

صادفت يوم 2/11/2018 الذكرى السنوية المائة وواحد لوعد بلفور المشئوم، وقد مضى على تنفيذ أولى مراحل هذا الوعد؛ بإقامة كيان يهود على ثرى بيت المقدس الطاهر سبعين عاما... فهل أصبح هذا الكيان المسخ مقبولا لدى شعوب المنطقة كما خطط الغرب وأراد؟ وما هو مستقبل هذا الكيان الشرير في المنظور القريب؟

وقبل أن نجيب عن هذا السؤال نقول: لقد جرت مشاورات ومداولات عديدة؛ بين ساسة الدول الغربية من جانب، وبين قادة الحركة الصهيونية من جانب آخر؛ حول مشروع إقامة الدولة اليهودية على ثرى الأرض المباركة فلسطين، وكانت هناك أصوات عديدة بين الجانبين من قادة الغرب والحركة الصهيونية؛ تتردد في هذا الأمر، وتخشى من انقضاض العالم الإسلامي