في مقال نشرته المنظمة الصحفية الدولية بروجيكت سنديكيت تحت عنوان (الصراع داخل البيت الأمريكي) بتاريخ 4 كانون الأول/ديسمبر 2021 للكاتب والاقتصادي الأمريكي المشهور البروفيسور جيفري د. ساكس، جاء فيه: "ليس من السهل تشخيص الـعِـلة التي توجع أمريكا في الصميم؛ أهي الحروب الثقافية المتواصلة التي تقسم أمريكا على أساس الـعِـرق والدين والأيديولوجية؟ أهي فجوة التفاوت في الثروة والسلطة التي اتسعت إلى مستويات غير مسبوقة؟ أهي قوة أمريكا العالمية المتضائلة، مع صعود الصين، والكوارث المتكررة التي أحدثتها حروب الاختيار التي قادتها الولايات المتحدة؛ والتي أدت إلى المعاناة والإحباط والارتباك على المستوى الوطني؟ كل هذه العوامل تساهم في السياسة الأمريكية
نشر موقع الجزيرة نت بتاريخ 29/4/2024 مقالة بعنوان: (مؤسسة راند الأمريكية: هل شمس الولايات المتحدة في طور الأفول؟)، جاء فيها نقلا عن الكاتب الأمريكي البارز ديفيد إغناتيوس: "أن دراسة معمقة أجرتها مؤسسة راند للأبحاث؛ بتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أكدت أن الولايات المتحدة ربما تتجه نحو منحدر، لم تتعاف منه سوى القليل من الدول العظمى". ووصف إغناتيوس تقرير راند بـ"المتفجر"، وقال إن التقرير تساءل عن الأسباب التي أدت إلى "التراجع النسبي لمكانة الولايات المتحدة". فهل هذه المقالة بهذه التصورات المستقبلية تتوافق مع واقع أمريكا ومكانتها الدولية، وما يجري معها في الساحة الداخلية والخارجية؟ وما هو مستقبل هذا العملاق المترهّل؟ هل يستطيع
في كلمة له بواشنطن في ذكرى ما يعرف بـ"المحرقة اليهودية" في 06/05/2024 قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "إن إدارته تعمل على مدار الساعة لإطلاق سراح من بقي من الأسرى (الإسرائيليين) في قطاع غزة"، مؤكدا أن "دعم الولايات المتحدة لتل أبيب ثابت ولن يتغير؛ حتى لو كانت هناك خلافات". وأن ما وصفها بـ"كراهية اليهود" لا تزال
ما زالت أخبار الانتفاضات المتتابعة، والمتسارعة، والمتسعة في كل ساعة، في الجامعات الأمريكية، تأييدا لأهل غزة ضد جرائم كيان يهود، ومناداةً لوقف الحرب الإجرامية، والكارثية المستعرة فوق رؤوس النساء والأطفال والعزل من الناس، وإلى دعم الجهود الرامية لوقف إطلاق النار في غزة، وأيضا وقف الاستثمارات مع الشركات التي يُزعم أنها تدعم كيان يهود، وسحب استثمارات الجامعات من موردي الأسلحة والشركات الأخرى التي تستفيد من الحرب، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تم تأديبهم أو طردهم بسبب الاحتجاجات، ما زالت هذه الأخبار تتصدر كل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة؛ فقد ذكر موقع الجزيرة نت في 27/4/2024 مقالا تحت عنوان: "جامعات تنتفض نصرة لغزة
لقد أفرزت المرحلة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1990 واقعا جديدا، أصبحت فيه أمريكا تهيمن على الموقف الدولي بلا منافس حقيقي فاعل، وما زال هذا الواقع حتى يومنا هذا، مع بعض التغيرات البسيطة التي اعترته، وللمحافظة على هذه المكانة العالمية العالية والمتقدمة أمام الدول الكبرى عملت أمريكا في اتجاهات وأصعدة عدة؛ سياسية واقتصادية وعسكرية، منها:
أولا: عملت على ترسيخ هيمنة عملتها الورقية على كل المعمورة،
لقد طفت على السطح في الآونة الأخيرة خلافات ظاهرة بين توجهات الحكومة الأمريكية بقيادة الرئيس بايدن، وتوجهات حكومة يهود بقيادة رئيس الوزراء نتنياهو في موضوع استمرارية الحرب على غزة؛ من حيث طريقة التعامل، وأعداد الشهداء، وحجم الدمار والمأساة الإنسانية، خاصة في موضوع التشرد والجوع، وتوزيع المعونات الغذائية، وكذلك الأمور السياسية المطروحة مثل من يحكم غزة بعد الحرب
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بتاريخ 2/4/2024 إن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي حث فيها على إنهاء الحرب على غزة، دون الإصرار على إطلاق سراح المحتجزين (الإسرائيليين) أولا، كانت بمثابة خروج آخر عن دعم المحافظين لرئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو. وكان ترامب قد صرح لصحيفة نيويورك تايمز في 26/3/2024 قائلا: "(إسرائيل) تفقد الدعم الدولي، وعليها إنهاء الحرب على غزة، والمضي قدماً في عملية السلام. كما طالبها بأن تكون حذرة للغاية لأنها تخسر الكثير حول العالم، وتخسر الكثير من الدعم. وقال: "عليكم أن تنهوا حربكم.. عليكم أن تنجزوا الأمر.. علينا أن نصل إلى السلام.. لا يمكننا أن نسمح لهذا أن يحدث"!!
لقد ميز الله عز وجل الأمة الإسلامية الكريمة على كل الشعوب والأمم بأنها خير أمة أخرجت للناس على وجه الأرض؛ قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾. ومن هذه الخيرية صفات كثيرة أبرزها: أنها أمةٌ واحدةٌ من دون الناس، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾. وقد أرسى رسول الله ﷺ هذا المعنى ورسخه في موادعة المدينة المنورة فقال: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِي الأُمِّيِّ، بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَيَثْرِبَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ فَلَحِقَ بِهِمْ وَجَاهَدَ مَعَهُمْ، إِنَّهُمْ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ دُونِ النَّاسِ». فأمة الإسلام ملة واحدة تعبد ربا واحدا؛ لا تشرك به غيره، وقرآنها واحد؛ لا يتعدد أساس عقيدتها
ما زالت المفاوضات بشأن الحرب على غزة تراوح مكانها، رغم كل التصريحات واللقاءات والمؤتمرات هنا وهناك؛ مرة في مصر، ومرة في قطر، ومرة في باريس، ومرة في واشنطن...
فقد صرح الرئيس الأمريكي بايدن، قبيل يوم واحد على خطابه المسمى بخطاب الاتحاد 7/3/2024 للكونغرس الأمريكي في مبنى الكابيتول: "لا تزال هناك فجوات؛ لكنني شجعت القادة (الإسرائيليين) على مواصلة العمل للتوصل إلى الاتفاق، وستبذل الولايات المتحدة كل ما في وسعها لتحقيق ذلك".
أما وزير خارجيته بلينكن فقال بعد الخطاب الذي ألقاه بايدن في الكونغرس:
ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت اليهودية، في عددها الصادر بتاريخ 3/3/2024، تعليقا على زيارة بيني غانتس، عضو مجلس الحرب، لأمريكا: "إن زيارة غانتس إلى واشنطن لعقد سلسلة من الاجتماعات هناك، لم تُجدول بالتنسيق مع نتنياهو، الذي اعتبرها تجاوزا لمنصبه"، ونقلت الصحيفة عن مكتب نتنياهو "غضب رئيس الوزراء نتنياهو من سفر غانتس من دون موافقته، خلافا للوائح الحكومية التي تتطلب من الوزراء تنسيق رحلاتهم مع رئيس الحكومة، بما في ذلك الموافقة على السفر". وحسب مقربين من نتنياهو، فإن "رئيس الوزراء أوضح لغانتس أن (إسرائيل) لها رئيس وزراء واحد فقط". فما هي مؤشرات هذه الزيارة في هذا التوقيت، وما هي دلالاتها أيضا؟
إن هذه الزيارة تأتي في خضم أزمة متفاقمة بين أطراف الحكومة تجاه الحرب على غزة،
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني