عشرون عاماً من الرعب والخوف من القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي بشعارات كاذبة خادعة لسياسييهم وعملائهم الأفغان في أفغانستان. كانت شعاراتهم الكاذبة مثل الديمقراطية والحرّيات وبناء الدولة وبناء الأمة وحقوق الإنسان
منذ أن سيطرت حركة طالبان على السلطة، والعشرات من وسائل الإعلام، ومراكز البحوث، ومراقبو حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ومنظمات دولية أخرى، بما في ذلك الأمم المتحدة، تتضافر جهودهم لتصوير الوضع الإنساني في أفغانستان على أنه خطير للغاية وحرج.
بينما كان الوضع الإنساني في أفغانستان أسوأ في معظم مجالات الحياة تحت حكم الجمهورية مما هو عليه اليوم. وفي الأيام الأخيرة من الجمهورية، قُتل عدد كبير من
لقد مر ما يقرب من شهرين منذ أن سيطرت طالبان على كابول. ومع ذلك، يبدو أن المحرك الذي كان يحقق تقدما سريعا في الساحة العسكرية يسير ببطء شديد في منصة الحكم لمعالجة شؤون الشعب.
لقد أعلنت طالبان أنها تحاول تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان، حكومة ستسعى لإقامة علاقات دبلوماسية صديقة قائمة على "الاحترام المتبادل" مع أمريكا وبقية العالم. حيث قال بلال كريمي، وهو مسؤول رفيع في طالبان وعضو في اللجنة الثقافية، لفويس أوف أمريكا: "إن الدولة الإسلامية تريد إقامة علاقات سياسية واقتصادية وتجارية جيدة مع أمريكا، قائمة على الاحترام المتبادل والمساواة".
لقد أثبت التاريخ أن كل الاحتلالات المتعجرفة قد واجهت هزيمةً مذلةً في أفغانستان. فقط في الـ42 عاماً الماضية، اضطرت قوتان عالميتان (الاتحاد السوفيتي وأمريكا وحلفاؤها في الناتو) لتجرع مرارة الهزيمة على هذه الأرض.
وبالمثل، تجاهلت أمريكا قبل عشرين عاماً حقائق أفغانستان تماماً مثل تاريخها، وتضاريسها الصعبة، ونمط الحياة القبلي والبسيط، وجهاد أهلها وتضحياتهم. والأهم من ذلك، تجاهلت أن أهل هذه الأرض يعتزون بعقيدتهم، وعلى الرغم من معرفة كل شيء هاجمت بغطرسة وقامت باحتلال أفغانستان!
في خطابه الأخير أمام الكونغرس، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "لقد حان الوقت لإنهاء أطول حرب لأمريكا". وأضاف "لا يمكننا مواصلة دورة تمديد أو توسيع وجودنا العسكري في أفغانستان على أمل خلق الظروف المثالية لانسحابنا، وتوقع نتيجة مختلفة. ولا يمكننا تبرير الإبقاء على وجودنا العسكري في أفغانستان، بيد أننا سنواصل مساعداتنا الدبلوماسية والإنسانية في أفغانستان".
لقد شهدت أفغانستان، على مدى 40 عاما من الحرب، سلسلة من الدعاية المتعلقة بـ"السلام"؛ وهو مفهوم ينطوي على دلالات مختلفة من وجهات نظر مختلف الأطراف المشاركة في العملية.
فعندما يذكر شعب أفغانستان كلمة "سلام"، فإنه يترجمها على أنها وقف للحرب. ومن ناحية أخرى، عندما تتحدث أمريكا عن "السلام"، فإنه ينطوي ضمناً على أنه فرصة لإنهاء أطول حرب أمريكية
قال الرئيس الأفغاني أشرف غاني في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي إن الحكومة الأفغانية لن تواجه أي مشكلة بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، إلا أنه إذا استمرت هذه المفاوضات مع طالبان بدلا من حكومته، فإن هذه الحرب يمكن أن تدخل مرحلة جديدة.
خلال مؤتمر بون الأول في عام 2001، والذي دُعي فيه أبرز أربعة أحزاب أفغانية لتشكيل المستقبل السياسي لأفغانستان، نحّت أمريكا عن هذا الحدث جبهتين سياسيتين رئيسيتين، هما الحزب الإسلامي في أفغانستان وحركة طالبان. أراد مثل هذا السيناريو صراحة إثارة حرب قوية محتملة داخل أفغانستان. وعلى الرغم من أن بعض قادة طالبان كانوا يدعون إلى السلام، خلال الغارات الأمريكية الأولى وبعدها، فقد رُفضت دعواتهم تماماً. كان ذلك الرفض بشكل أساسي بسبب نظرتهم المتطرفة ضد الإسلام والمسلمين، تحت ستار الحرب على (الإرهاب). وبمعنى آخر، لم يكن بانتظار
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني