الاستاذ أحمد الخطواني
مفكر ومحلل سياسي - بيت المقدس
القيادة في الإسلام ليست منفصلة عن المبدأ، بل هي جزء جوهري فيه، والقيادة الفعلية التي باشرها الرسول ﷺ للمسلمين في المدينة المنورة هي القاعدة السياسية الأساسية لكل قيادة إسلامية تأتي من بعده، والعقيدة الإسلامية هي أساس القيادة وقاعدتها، والالتزام بثوابت هذه القيادة ومعاييرها هو فرض على كل قائد، لأنّها أحكام شرعية واجبة الاتباع، وبهذا المفهوم يكون الرسول ﷺ هو القائد الأسوة الدائم للمسلمين في كل مكان وزمان، لأنّ القيادة في الإسلام تعني النهج الذي يلتزمه القائد بما يشمله من التزام بالقاعدة الفكرية وما ينبثق عنها من أحكام وما يُبنى عليها من أفكار.
تضج وسائل الإعلام في هذه الأيام بالحديث عن رفض منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة المنبثقة عنها لاتفاقيات التطبيع التي وُقعت بين الإمارات والبحرين وبين كيان يهود، وتُشيع أبواق إعلام المنظمة والسلطة زوبعةً من الأخبار الكاذبة الرافضة للتطبيع، وتُثير الرأي العام بصخب وتضليل ضد عملية التطبيع وكأنّها بريئة من هذه الجريمة المنكرة، مع أنّها هي نفسها قد طبّعت واعترفت بكيان يهود رسمياً منذ العام 1993.
الطبع كما جاء في لسان العرب هو السجيّة، والطبيعة هي السجيّة التي عليها الإنسان، وطبّعه أي جعله على سجيّته، ومدلول التطبيع في الاصطلاح لا يبتعد كثيراً عن المدلول اللغوي، فهو إعادة العلاقات بين طرفين مُتعاديين إلى وضعها الطبيعي، أي إلى الوضع الذي ينتفي فيه الصراع والمعاداة، ويُقابل ذلك في الشرع الموالاة،
غالباً ما يقترن تسجيل المطبّعين لصفحاتهم الخيانية السوداء في سجلات تاريخ الأمّة الأسود بصفعات من الذل والاحتقار يُوجهها إليهم أسيادهم من الكفار المستعمرين، فلم يكد يجف الحبر الذي وقّعت به دولة الإمارات اتفاقية التطبيع الخيانية مع كيان يهود حتى تلقّت منه صفعتين شديدتين:
دعت مجلة (غيرشيك حياة - الحياة الحقيقية) في 28/7/2020 إلى إحياء الخلافة الإسلامية وتساءلت: إذا ليس الآن فمتى؟ وإذا لسنا نحن فمن؟
إنّ كثافة التدخل التركي في ليبيا أعادت نوعاً من التوازن العسكري بين القوى المتصارعة على الأرض بعد أن كانت كفة الميزان تميل بوضوح إلى جانب قوات خليفة حفتر المدعوم دولياً بشكلٍ مُباشر ومكشوف من روسيا وفرنسا، والمدعوم إقليمياً من كلٍ من مصر والسعودية والإمارات والسودان
تعتمد السياسة الأمريكية المتعلقة بالتكنولوجيا مع سائر دول العالم على مبدأ انتهازي واحد وهو: الاحتكار والابتزاز والاستغلال، لا فرق عندها في التعامل مع سائر الدول سواء أكانت فقيرة أم غنية، متخلفة أم متقدمة، حليفة أم عدوة، فسياستها ثابتة وواحدة في هذا المضمار مع جميع الدول، وهي احتكار كامل للمعلومة التكنولوجية وحرمان غيرها من الاستفادة منها.
معلوم أنّ النظام الرأسمالي الوضعي مُتمثّلاً بطبيعته المادية الأنانية، وآلياته الخادمة للنخب الثرية في الدول الرأسمالية هو المسبّب الرئيسي لكل المشاكل الاقتصادية والمالية التي تشهدها الدول الرأسمالية بشكلٍ دوري ومُتكرّر، فبسبب سوء توزيعه للثروة الناجم عن التفسير العجيب المغلوط للندرة النسبية
هناك ما يشبه المتلازمة الثنائية بين تبعية الحكام ووجود عقدة نقص سياسية لديهم، فالحاكم التابع الذي يأتمر بأمر الأجنبي غالباً ما تُعاني شخصيته من عقدة نقص خطيرة تتمثل في خضوعه خضوعاً آلياً للتعليمات الخارجية التي تُرسل إليه من هذه الدولة الكبرى
إنّ فشل أمريكا الذريع في مواجهة مرض كورونا لهو دليل عملي على فشل الرأسمالية ونظامها ومعالجاتها، فبالرغم من امتلاك أمريكا لإمكانيات مادية هائلة إلا أنّها عجزت عجزاً واضحاً عن التعامل مع المرض، وظهرت في تعاملها معه وكأنّها دولة من دول العالم الثالث، والسؤال المطروح هنا بإلحاح في هذا المقام هو: ما هي أسباب هذا الفشل؟
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني