الاستاذ أحمد الخطواني
مفكر ومحلل سياسي - بيت المقدس
تقدّمت السعودية يوم الأربعاء 12/12/2018 بمشروعٍ مُفاجئ يدعو إلى إنشاء ما يُسمّى بــ (كيان دول البحر الأحمر وخليج عدن)، ويتكون هذا الكيان من سبع دول مُشاطئة للبحر الأحمر، أو قريبة منه، وهي السعودية ومصر والأردن والسودان واليمن وجيبوتي والصومال، ويهدف المشروع - وفقاً للبيان الخِتامي لاجتماع وزراء الدول السبع الذي انعقد في العاصمة السعودية الرياض - إلى تعزيز أوجه التعاون السياسي والاقتصادي والبيئي والأمني لحوض البحر الأحمر وخليج عدن، وإلى منع أي قوى خارجية من لعب أدوار سلبية في هذه المنطقة
تُعتبر حرب الأفكار - بالنسبة للعليمين بحقيقة المُجتمعات - أشدّ فتكاً وخطراً من حرب المدافع والصواريخ، لأنّها تستهدف العقول والقلوب، وإذا ما فسدت العقول، وخربت القلوب، فقد سقطت أهم القلاع التي تحمي المُجتمع، وسقطت معها البلاد من غير قتال.
وأعداء المسلمين لن يتوقفوا لحظة عن مُحاربة الإسلام، وعن الاستمرار في شنّ الحرب الفكرية على المُسلمين، ومن يقول بغير ذلك فهو إمّا أحمق جاهل، أو عميلٌ مُنافق، والنصوص
تتسابق دويلات الخليج في مسيرة التطبيع الخيانية مع كيان يهود؛ ففي أواخرشهر تشرين الأول/أكتوبر الفائت استقبل قابوس سلطان عُمان بشكلٍ مُفاجئ وبدون مُقدّمات رئيس حكومة كيان يهود بنيامين نتنياهو، وبعد سويعات عدة من ذلك الاستقبال، استقبلت بدورها دولة قطر وفداً رياضياً يهودياً للجمباز، ثمّ بعد أقل من أربع وعشرين ساعة استقبلت أبو ظبي وزيرة الرياضة اليهودية ميري ريغيف على رأس وفد رياضي للجودو، وتمّ في جميع هذه الزيارات المقبوحة، رفع علمكيان يهود وعزف النشيد الرسمي لكيان يهود في عواصم الدول الخليجية الثلاث، وأعقب ذلك بأيام زيارتان قام بهما وزيرا الاتصالات
أثارت حادثة اغتيال جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول اهتماماً كبيراً من قبل الدول الأوروبية، وتحوّل هذا الاهتمام إلى فرصةٍ ثمينةٍ لأوروبا لزعزعة النفوذ الأمريكي في السعودية، ولإثبات دورها في منطقة الشرق الأوسط، فاستغل الأوروبيون الحادثة إلى أبعد حد، وراحت الصحف الأوروبية تنفخ في وسائل إعلامها رأياً عاماً كاسحاً يُطالب بمعاقبة السعودية على جريمتها، ويرفض التستر على الجريمة، ويُركّز على تحميل القيادة السعودية المسؤولية عنها، فطالبت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا السعودية بإجابات "مفصلة وفورية" عن مقتل
برعاية اليابان وألمانيا والسويد وتركياوالأردنوالاتحاد الأوروبي، انعقد المؤتمر الدولي للدول المانحة لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في نيويورك يومي 26 و27 من شهر أيلول/سبتمبر الماضي، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحضره مسؤولون من 34 دولة عضو ومنظمة، من بينها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية، كما شارك في الاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس الجمعية العامة، والمفوض العام للأونروا.
في لقاءات تلفزيونية جديدة بثّتها شاشات التلفزة الأردنية، وانتشرت في مواقع الإنترنت على نحو واسع، تحدّث فيها عبد اللطيف عربيات رئيس مجلس النواب الأردني الأسبق وأحد كبار المسؤولين في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن عن وقائع سياسية لافتة عايشها بنفسه، وكشف من خلالها عن حقائق سياسية
تشتهر مملكة آل سعود منذ نشأتها بصفة إجرامية قبيحة تتفوق بها على الكثير من نظيراتها من الدول القمعية البوليسية في العالم، ألا وهي صفة اعتقال المعارضين السياسيين لها، والبطش بهم، والزجّ بهم في غياهب السجون، ثمّ التنكيل بهم، وتعذيبهم بشتى صنوف التعذيب يصل بعضها إلى درجة القتل المتعمد.
الثورة هي التغيير، والأصل في الثورة في الإسلام التغيير على من بدّلوا أحكام الإسلام، ومن الأساليب الإسلامية الثورية المشهورة هي إنكار المُنكر ومُحاسبة الظالمين، والأخذ على أيديهم، والخروج عليهم إن اقتضى الأمر، قال عليه الصلاة والسلام: «لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ الظَّالِمِ، وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا، وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ بِقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ» (رواه أبو داود)، فالأصل في الإسلام إذاً هو التغيير على الحكام الظلمة، ومنع الظالم عن ظلمه، والأخذ على يديه، والخروج عليه إن استمرّ في الظلم، والانتصار للمظلومين، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ﴾ ومعناه إعانة المظلوم، والانتصار له
بالرغم من العلاقة الوثيقة التي تربط محمد بن سلمان بالإدارة الأمريكية بوصفه عميلاً مُخلصاً لها، وبالرغم من مئات المليارات التي دفعتها مملكته لأمريكا كإتاوات لتثبيت حكمه، ولتقوية مركزه كوريث وحيد للعرش، وبالرغم من اعتماد أمريكا للسعودية بقيادته كدولة تابعة محورية لها في الإقليم، بالرغم من هذا كله فإنّ السعودية تزداد ضعفاً، وتخفّ وزْناً، وتتراجع مكانةً في المنطقة، وفي العالم
أنهى المبعوثان الأمريكيان جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والموفد الأمريكي الخاص لشؤون المفاوضات جيسون غرينبلاتجولةً سريعة في الشرق الأوسط شملت مصر والسعودية وقطر والأردن وكيان يهود، ولم يتسرّب عن الجولة أية مُقترحات سياسية مُحدّدة تمّ التوافق عليها، كما ولم تتبلور فيها أية معالم واضحة حول خطة ترامب المعروفة بصفقة القرن، وكل ما خرج من الصحفيين عنها هو مجرد تكهنات واجتهادات.
ولعل الشيء اللافت الذي برز في تصريحات المسؤولين في هذه الجولة هو التطرقإلىالوضع الإنساني في قطاع غزة، والبحث عن أفكار
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني