لقد خص الله سبحانه وتعالى هذه الأمة بأن جعلها أمة مسلمة مؤمنة، تؤمن بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد ﷺ نبياً ورسولاً. فهي أمة ذات رسالة ومنهج قويم، وصاحبة نظام مهيمن وسيادة وسلطان، وقوامة على البشرية جمعاء، تجاهد في سبيل الله تعالى لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
لم يجعل الله عز وجل العلماء في مقام وراثة الأنبياء إلا لخطورة المهمة التي ينبغي أن يتولوها، فكان قول الرسول ﷺ في ما رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم، أن النبي ﷺ قال: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلَا دِرْهَماً إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».
إنّ المجازر الدموية المُتكرّرة التي يقوم بها جيش كيان يهود في قطاع غزة بكل وحشيةٍ وإجرام صباح مساء، وطوال الأيام الماضية من غير توقف ولا رحمة، وإنّ استمرار القصف بآلاف الأطنان من المُتفجرات جواً وبراً وبحراً، وما نتج عن ذلك من قتل وجرح آلاف الأبرياء من الرجال والأطفال والنساء، وتهديم البنايات بما فيها المساجد والمستشفيات فوق رؤوس ساكنيها،
منذ أن نجح الإنجليز في احتلال فلسطين ونجح قائدهم الجنرال ألنبي بالسيطرة على مدينة القدس يوم 11 كانون الأول/ديسمبر عام 1917 لينهي بذلك حكم دولة الخلافة العثمانية في الأرض المباركة والذي امتد لأربعة قرون وليعلن بدء حقبة جديدة من الاحتلال الصليبي للأرض المباركة، منذ تلك اللحظة السوداء في تاريخ الأمة الإسلامية وقضية فلسطين
سيذكر التاريخ طوفان الأقصى فالملاحم لا تمحى ولا تنسى، سيذكر التاريخ أنهم فتية آمنوا بربهم واستمسكوا واعتصموا بحبله، فما وهنوا من ضعف الوسيلة وشح المدد وقلة العدد والعدة، وما ضعفوا عن عدوهم رغم كيد ومكر الغرب وتآمر خونة الدار عملاء الاستعمار، وما استكانوا لتهديدات عدوهم وخيانات حكامهم.
يا جيوش المسلمين... أيها الضباط والأركان والجنود:
من المسجد الأقصى ومن بين الركام في غزة هاشم نناديكم بنداء الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾.
ونحذركم بقول الله تعالى: ﴿إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
لم تترك عملية "طوفان الأقصى" يوم السبت في جنوب الأرض المباركة مجالا للشك بأن بقاء فلسطين إلى الآن محتلة هو قرار سياسي فقط، بالحفاظ على كيان يهود، وبقرار من الأنظمة بعدم التحرك لانعدام الإرادة والضلوع في العمالة، تلك الأنظمة التي طالما كانت
أصدر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين) السبت بيانا قال فيه: في صبيحة هذا اليوم، السبت، قام المجاهدون الأبطال من قطاع غزة باختراق خطوط العدو في كيان يهود، واقتحام مستوطناته، ليسوؤوا وجوه القوم الجبناء كما ساء صباحهم، وليصحو أهل فلسطين
صرح الأستاذ خالد سعيد، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين، أن ما يجري في الأرض المباركة يثبت بما لا يدع مجالاً للشك هشاشة كيان يهود، وسقوط منظومته الأمنية والعسكرية وعجزها عن الرد أمام تحرك ثلة مؤمنة قليلة العدد والعدة، فكيف لو تحركت جيوش الأمة الجرارة؟!
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني