يا جيوش المسلمين... أيها الضباط والأركان والجنود:
من المسجد الأقصى ومن بين الركام في غزة هاشم نناديكم بنداء الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾.
ونحذركم بقول الله تعالى: ﴿إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
المجاهدون الصابرون يجاهدون في الميدان بثبات وعزيمة، والعدو الجبان يقصف من بعيد بطائراته ومدفعيته مدمراً للبيوت ممعناً في قتل النساء والأطفال والشيوخ، فماذا تنتظرون؟!
أخبرونا بالله عليكم ما الذي يثير فيكم حمية الجهاد في سبيل الله؟!
أخبرونا بالله عليكم متى سنرى أرتالكم وجيوشكم في باحات المسجد الأقصى؟!
الحكام المجرمون الخائنون يصرون على تحويل بطولات المجاهدين إلى ذل وخيانة وانكسار؛ فبطولات الجيش المصري في شهر رمضان "أكتوبر" حولها الخائن السادات إلى خيانة عظمى، وإن تراخي جيوش المسلمين عن نصرة المسجد الأقصى، ونصرة المجاهدين في الأرض المباركة هو خذلان ما بعده خذلان، وهو دعم مباشر لكيان يهود وتمكين للخائنين من تحويل البطولات إلى خيانة جديدة بحق مسرى رسول الله ﷺ، فهل ستتركون المجاهدين في الميدان وحدهم وتقبعون في ثكناتكم بذل وانكسار؟!
لقد أعلن الأنذال عن حصار كامل وقطع للمياه والوقود والإمدادات الغذائية والطبية عن قطاع غزة، فماذا أنتم صانعون؟
أتتركون أهل غزة في هذه المواجهة البطولية وحدهم فتكونوا شركاء ليهود في قتلهم؟! أم تلبون نداء العزة نصرة لله ورسوله فلا تبقوا لكيان يهود حجراً فوق حجر؟
المجاهدون في سبيل الله يتطلعون إلى إحدى الحسنيين؛ النصر أو الشهادة، فمن قتل واستشهد فقد فاز فوزاً عظيماً، وأهل فلسطين لا يفت في عضدهم عدد الشهداء مهما بلغ، ولكن الذي يفت في عضدهم هو تخاذل جيوش المسلمين عن نصرتهم، فهذه لعمر الحق أم الجرائم.
يا أمة أحمد خير أمة أخرجت للناس:
نناديكم والألم يعتصر في قلوبنا، ألم يأن لقلوبكم أن تخشع لذكر الله؟! ألم يأن لأسماعكم أن تسمع نداءنا؟! ألم يأن لجيوشكم أن تلبي نداء الله؟! ألم يأن لكم أن تنصروا الله ورسوله؟! إن هذا الكيان المسخ يزول في ساعة من نهار، فماذا تنتظرون؟!
إن هذا الكيان المتهالك الذي يبقيه في الأرض المباركة هم الحكام العملاء الذين يكبلونكم ويمنعونكم من تحرير بيت المقدس، فماذا أنتم فاعلون؟!
يا جيوش المسلمين... أيها الضباط والأركان والجنود:
إن تحرير مسرى رسول الله ﷺ شرف عظيم لا يناله الجبناء أو الضعفاء، إنه شرف عظيم لا يناله إلا المخلصون المتقون، فهل ستخلعون ثوب المذلة وتتدثرون بدثار العزة؟ هل ستنهضون أعزة بدينكم فتعيدوا لأمة الإسلام عزتها أم ستبقون أذلة تحت نير الحكام العملاء الذين يجرعونكم ويجرعون أمتكم صنوفاً من الذل والهوان؟!
إنا نستنصركم لنصرة الإسلام وإقامة الخلافة وتحرير بيت المقدس، فإن لبيتم نداء الله ورسوله ونداء المؤمنين فزتم فوزاً عظيماً، وإن تخاذلتم وجبنتم واثاقلتم إلى الأرض فشلتم، وكان حقاً على الله أن يستبدل بكم قوماً لا يكونون أمثالكم ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾.
إننا في الأرض المباركة فلسطين سنبقى ظاهرين على الحق حتى لو أحاط بنا الظالمون والكافرون من كل مكان، فقد حملنا الإسلام وقلوبنا مطمئنة بالإيمان، قد يظن من لا خلاق لهم أننا مستضعفون بلا نصير لا قوة لنا ولا معين، فليعلم هؤلاء أننا نواجههم ومعنا قوة لا محدودة هي قوة العزيز القهار، أما أعداؤنا فقوتهم مهما تعاظمت فسوف تبقى محدودة تتهاوى أمامنا بحول الله وقوته.
لتأت أمريكا بحاملات طائراتها ولتأت كل دول الكفر بأساطيلها لحماية كيان يهود فإنهم بحول الله وقوته لن يغنوا عنهم من الله شيئاً، ألا تؤمنون بقول الله تعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾؟! نعم، إن ينصرنا الله فلا غالب لنا، وهذه المعركة جولة من الجولات ولا نعلم ما قدر الله لنا من خير، ولكننا مطمئنون أن الأرض المباركة على موعد مع النصر المبين؛ خلافة على منهاج النبوة تهبط جنودها بيت المقدس فتجوس خلال الديار قتلاً ليهود تحقيقاً لوعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ، فقد أخرج البخاري عن عبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يَقُولُ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ» وأيضاً أخرجه مسلم بلفظ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَتُقَاتِلُنَّ الْيَهُودَ فَلَتَقْتُلُنَّهُمْ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ» ومن ثَم تشرق الأرض بنور الإسلام ونصر الله القوي العزيز الحكيم.
اللهم بلغ عنا هذا الخير واشرح صدور المسلمين به وإليه، واجعل لنا من لدنك سلطاناً نصيراً، وأمدنا بقوة منك تعيننا بها على نصرة دينك وإعلاء كلمتك فنحن عبادك وجندك فاجعلنا من خيرة عبادك الذين اجتبيتهم لنصرة دينك وإعلاء كلمتك.
وحسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين
25 ربيع الأول 1445هـ حزب التحرير
الموافق 10/10/2023م الأرض المباركة فلسطين
رأيك في الموضوع