قال المدير الإقليمي لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (خيرت كابالاري) الجمعة 2 حزيران/يونيو الجاري: "إن وضع الأطفال في اليمن تحول إلى كارثة نتيجة انتشار وباء الكوليرا بسرعة، وأضاف: أنه تم الإبلاغ عن 70 ألف حالة خلال شهر واحد، ومصرع 600 شخص، مرجحاً استمرار انتشار الكوليرا مع وصول الحالات المشتبه بها إلى 130 ألف حالة خلال أسبوعين".
ولا زالت الأرقام في تزايد حال كتابة هذا المقال، وكأن أهل اليمن لا تكفيهم صواريخ ما يسمى التحالف العربي، الساقطة يوميا فوق رؤوسهم.
وواضح أن أطراف النزاع الدولية في حرب اليمن ليست على عجلة من أمرها، فقد قال المتحدث باسم البيت الأبيض في المحادثات اليمنية السابقة إنأمام أهل اليمن مسلسل طويل وشاق، وها هي بلاده تكشف لنا عن مداه، فقد دخلت الحرب عامها الثالث، ولم تسفر تلك الحرب إلا عن مزيدٍ من المعاناة والكوارث على أهل اليمن، بينما الأطراف الغربية لم تتفق بعد، كما ورد ذلك في صحيفة الإندبندنت البريطانية (أن الأطراف الغربية لم تتفق بعد حول اليمن).
وعلى الصعيد الميداني ما زالت الأطراف المتحاربة تراوح مكانها، رغم الإعلان عن تقدم هنا أو تراجع هناك، لكن ذلك مجرد تشغيل لمصانع السلاح الغربية ولا يسفر عن أي حسم حقيقي في الميدان، لأنما يسمى التحالف العربي عبارة عن خليط هجين غير متفق، فكل طرف فيه يخدم جهة مختلفة، وهذا هو سبب إطالة أمد النزاع، فالسعودية التي تقود التحالف، ترقص مع أمريكا ترامب، ولا تخرج عن تنفيذ الأجندات الأمريكية في المنطقة والمعنية بتثبيت قدميها داخل اليمن عن طريق عملائها الحوثيين، وبعض الحراك الجنوبي الموالي لإيران. بينما تقف الإمارات في الجهة المقابلة نيابة عن سيدتها العريقة بريطانيا التي لديها قواعد عسكرية واتفاقيات حماية في الإمارات، وتقف الإمارات خلف المشروع الفدرالي الذي يسعى إليه الرئيس اليمني عبد ربه هادي، وفِي الوقت ذاته تعمل من أجلإعادة تدوير نظام المخلوع صالح وابنه وحزبه المؤتمر الشعبي العام، كما صرح بذلك مؤخرا وزير خارجيتها بأن بلاده تحدثت مع السعودية بشأن إعادة صالح إلى الحكم من أجل مصلحة اليمن!
إن هذه القوى العابثة بالعباد والبلاد إنما تتنافس على النفوذ والثروة والتي تشكل عصب الحياة للغرب الكافر، ولا تخدم مطلقا مصالح الناس ولا رعايتهم، فعاصمة عبد ربه هادي انهارت فيها شبكة الكهرباء تماما وغرقت عدن في ظلام دامس وسط ارتفاع درجات الحرارة الصيفية، ليشتد المصاب على الناس وتتفشى فيهم الأوبئة وتنتشر بينهم الجريمة، بينما تتنافس دويلات الخليج الورقية في خدمة أسيادها.
لقد أصبح واقع الصراع الغربي في اليمن ماثلا للعيان اليوم، كما أصبحت قيادات كلا الطرفين عارية عن أي ورقة توت تخفي عمالتها، ولم يبق إلاأن يغسل أهل اليمن أيديهم عن تلك القيادات، وأن يلتفوا حول المشروع الوحيد الذي سيخلصهم مما هم فيه وهو مشروع الخلافة العظيم على منهاج النبوة، لتكون اليمن نواة للدولة الإسلامية التي ستحكم بشرع الله وتطرد المستعمر الغربي ونفوذه من ديار المسلمين، وتحقن دماء المسلمين بدلا عن سفكها في ما بينهم تحت دعاوى طائفية ومناطقية زرعها المستعمر الكافر وأعوانه كي يتسنى له تنفيذ مشاريعه، ويتقاتل الإخوة نيابة عنه!
إنالخلافة على منهاج النبوة هي وحدها القادرة على وقف نزيف الدم في اليمن والشام وغيرهما، وطرد نفوذ الغرب منها، وحفظ كرامة المسلمين وأعراضهم بدلا عن الذل والصغار الذي يذيقه المستعمر الغربي وأعوانه للشعوب في العالم الإسلامي اليوم.
بقي أن نذكر أن الخلافة الراشدة ليست حلما بل هي حقيقة وعد بها رب العزة عباده ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ...﴾ وبشرى نبي الأمة وهاديها «...ثم تكون خلافة على منهاج النبوة»
فاعملوايا أهلنا مع العاملين المخلصين لإقامة سلطان الله وتحكيم شرعه، ففي ذلك خير الدنيا والآخرة.
رأيك في الموضوع