بينما تدك صواريخ كيان يهود قطاع غزة وينهار كل شيء هناك ويسقط عشرات الآلاف من الأبرياء المستغيثين بالمسلمين كل يوم، نجد أن إيران لا زالت لا تسمع صيحاتهم، وهي قد تجاوزت خطوط رئيس إيران الحمراء، إذ قال إبراهيم رئيسي في تغريدة له على منصة إكس: "جرائم النظام الصهيوني تجاوزت الخطوط الحمراء، الأمر الذي قد يدفع الجميع إلى التحرك"! إلا أن "الجميع" هنا يبدو أنها لا تشمل إيران! فاليوم وبعد أن تجاوز عدوان كيان يهود شهرين كاملين لم تتحرك الجمهورية التي تسمي نفسها (إسلامية) صوب ذلك الكيان برصاصة واحدة، في الوقت الذي تدعي فيه أن كيان يهود يمثل التهديد الأكبر لها حسب تصنيف المؤسسة العسكرية الإيرانية!! وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع رضا طلائينك، الشهر الماضي: "إن بلاده لديها أسلحة استراتيجية مخصصة لضرب (إسرائيل)"، إلا أن التساؤل الأكبر هو: متى تنطلق تلك الأسلحة إن كانت حقاً مخصصة لضرب الكيان؟!
في الجهة المقابلة نجد أن طهران قد سابقت الزمن في تدخلاتها العسكرية في العراق والشام وساندت أمريكا في حربها المزعومة ضد (الإرهاب) في العراق والشام رغم أن كل أهدافها كانوا مسلمين، وكذلك فعلت الجمهورية (الإسلامية) في اليمن حين ساندت بالسلاح والعتاد والمدربين والمقاتلين، وكلاءها الحوثيين رغم أن الحوثيين يقاتلون مسلمين هناك!!
فما الذي تنتظره الجمهورية (الإسلامية) حتى تنصر المسلمين المستضعفين المستغيثين في غزة وقد أحاط بهم الموت الأحمر من كل جهة؟! والعدو هناك هو عدو سافر لله ولرسوله وللمؤمنين وللأرض المباركة أولى القبلتين وثالث الحرمين، بل ولطهران ذاتها وفق تصنيف المؤسسة العسكرية الإيرانية؟!! في الوقت الذي تعلن إيران أنها جاهزة لحرب الكيان وأن أسلحتها قادرة على الوصول إلى هناك، فقد أكد نائب القائد العام للحرس الثوري العميد علي فدوي، أمام حشد من طلبة جامعة طهران الذين نظموا تجمعا لدعم غزة، أن "يد جبهة المقاومة على الزناد، وأن بلاده قادرة على التحرك العملي والمباشر من خلال كبسة زر تنهال بعدها الصواريخ نحو الأراضي المحتلة"! (الجزيرة نت).
إن الحكم الشرعي اليوم تجاه أهلنا في فلسطين حكم واحد؛ هو نصرتهم ورفع الاعتداء عنهم بل وتحرير كامل الأراضي المحتلة وإعادتها إلى سلطان الإسلام وحكمه، لكن هيهات أن ينخدع المسلمون بشعارات "الموت لأمريكا واليهود" وشعارات "الشيطان الأكبر"، بينما البندقية والزناد موجهة نحو صدور المسلمين في اليمن والعراق والشام وغيرها!
إن إيران بهذا الموقف المشين تؤكد أنها لا تختلف عن الأنظمة الموجودة في المنطقة، والتي أقامها الكافر المستعمر لحماية كيان يهود والتطبيع معه، وإنما هذه الأنظمة قد أنشئت لمحاربة شعوبها ومنعها من التحرر والنهوض وطرد نفوذ الكافر المستعمر من البلاد، وتوحيد الصف وإقامة كيان واحد للأمة الإسلامية تحت ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي أزف أوانها بإذن الله وتاقت إليها العقول والقلوب قال ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد.
رأيك في الموضوع