بدأت منتصف ليلة الجمعة 27/03/2015م عملية عاصفة الحزم بقصف جوي على أهداف عسكرية في صنعاء وعدد من مدن اليمن بقيادة السعودية ومعها بقية أعضاء مجلس التعاون الخليجي "ما عدا عُمان" وخمس أنظمة حكم أخرى هي مصر والسودان والأردن والمغرب وباكستان تستهدف تقدم الحوثيين بعد إعلانهم يوم 21/03/2015م التعبئة العامة لقواتهم مسنودة بألوية الجيش والقوات الخاصة المرتبطة بصالح وتوجيهها للسيطرة على محافظة عدن، بعد سيطرة قوات اللجان الشعبية التابعة لهادي يوم الخميس 19/03/2015م على معسكر القوات الخاصة بمحافظة عدن رداًعلى تمرد قائدها عبد الحافظ السقاف على قرار إقالته من رأس النظام الحاكم في اليمن عبد ربه منصور هادي في 03/03/2015م، وتفجير مسجدي بدر والحشوش التابعين للحوثيينفي العاصمة صنعاء، وتمكين القوات الخاصة في اليوم التالي الجمعة 20/03/2015م من عتادها العسكري في الحوطة عاصمة محافظة لحج اللصيق بمحافظة عدن للقاعدة.
وأمريكا تسعى من عملية عاصفة الحزم بدء ملاحقة صالح لقتله أو لاعتقاله وتقديمه للمحاكمة، والاعتراف بالحوثيين حكاماً لليمن بدلاً من عبد ربه منصور هادي، وتثبيت الحدود الأرضية تحت أقدامهم التي باتوا يسيطرون عليها. وأن أوباما قد أعلم بالعملية قبل بدئها عن طريق عادل الجبير سفير آل سعود بواشنطن الذي تولى الإعلان عن بدئها.
بعد عشرة أيام على بدء عملية عاصفة الحزم لم تستطع إيقاف تقدم الحوثيين في محافظة عدن حتى مع القيام بإنزال جوي للأسلحة والأغذية للجان الشعبية، مما يعني أن التفكير ينصب الآن على الإنزال البري لقوات عاصفة الحزم في اليمن الذي بات مطلباً على لسان رياض يس وزير الصحة في حكومة بحاح المستقيلة والمكلف من هادي للقيام بأعمال وزير الخارجية، وهو في الأرجح موضوع نقاش اجتماع رؤساء هيئات الأركان العام لبعض دول التحالف في الرياض يوم الجمعة 03/04/2015م..
ومن المتوقع أن يكون الإنزال البري لعملية عاصفة الحزم في عدن، لتوغل الحوثيين فيها بعد أن استطاعوا القبض على كل من وزير الدفاع في حكومة بحاح المستقيلة محمود الصبيحي وناصر الطاهري قائد المنطقة العسكرية الرابعة وفيصل رجب قائد اللواء 119 المرابط في أبين القادمين إلى عدن لمواجهة الحوثيين.
إن عملية عاصفة الحزم التي تقوم إلى جانب القصف الجوي لأهداف الحوثيين العسكرية بحصار الموانئ في اليمن للحيلولة دون وصول إمدادات عسكرية للحوثيين، لم تحقق ما خططت له، وإن عليها القيام بإنزال بري لا يقتصر على عدن وحدها بل يتعداه لمناطق متعددة في اليمن بات الحوثيون يتواجدون فيها بعد أن تغلبوا على اللجان الشعبية فيها، مما يعني أن عملية عاصفة الحزم ستتأخر وتطول ربما لسنوات قادمة في اليمن بدلاً من الانسحاب وانتقال المعركة إلى أراضي بقيةأعضاء مجلس التعاون الخليجي.
إن عملية عاصفة الحزم في اليمن تهدف إلى إعادة الحوثيين إلى حجمهم الطبيعي بنسبتهم من السكان في اليمن، قبل أن تعود الأطراف السياسية في اليمن إلى طاولة الحوار من جديد.
إن هناك مؤشرات عدة تقول بأن عاصفة الحزم في اليمن ستطول منها عدم فتح سفارتي أمريكا وبريطانيا في عدن مع تواجد سفيري البلدين ولقائهما بهادي في عدن، وإجلاء كل من روسيا والهند والجزائر وإندونيسيا وباكستان رعاياها من اليمن وتخطيط غيرها للقيام بنفس العمل، وتدشين رحلات الصليب الأحمر إلى اليمن بدءًا من يوم الأحد 05/04/2015م، ودعوة الوساطة للعودة إلى طاولة الحوار من قبل كل من روسيا التي تمد الحوثيين بالسلاح تحت مبرر أن وجهته للجيش وفق عقود سابقة وإيران التي تقف صراحة إلى جانب الحوثيين وتمتدح سيطرتهم على صنعاء بقوة السلاح كامتداد لـ"لثورة الإسلامية".
أطراف معركة عاصفة الحزم في اليمن مسلمون يقتتلون فيما بينهم ليس لإقامة الحكم بالإسلام، ولا لإظهار حق وإزهاق باطل أو ابتغاء وجه الله بهذا العمل لأنه أمرَ أو نهى ولكن خدمة للمتصارعين على اليمن: الإنجليز، والأمريكان الذين يقفون منذ وقت طويل وراء الحوثيين في اليمن، وليفصلوا التصاق صالح بهم.
ولو أن طرفي المعركة أرادوا إقامة الحكم بما أنزل الله لما وقف ضدهم أحد من أبناء المسلمين ولأعانوهم، وإن هم وجهوا نيران أسلحتهم لقتال عدوهم وعدو المسلمين أجمعين "كيان يهود" لكان خيراً لهم في الدنيا والآخرة، وإن هم اجتمعوا للأخذ على يد الظالم من الحكام في ديار المسلمين لأعانهم الله ونصرهم.
في الأخير ليس للمسلمين بد من القيام بالأعمال وفق أمر الله ونهيه، وإن هذا فرض عليهم لا اختيار فيه فليكن عملهم لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بدلاً من القيام بالأعمال للإنجليز أو الأمريكان.
رأيك في الموضوع