جامعة الدول العربية هي منظمة إقليمية تضم دولاً من آسيا وأفريقيا ويعتبر أعضاؤها دولاً عربية، ومقرها القاهرة عاصمة مصر (تونس من 1979 إلى 1990). وأمينها العام الحاليّ هو أحمد أبو الغيط. المجموع الكلي لمساحة الدول الأعضاء في المنظمة 13،953،041كم²، وتشير إحصاءات 2007 إلى وجود 339,510,535 نسمة فيها، حيث إن مجموع مساحة الوطن العربي يجعل مساحته الثاني عالمياً بعد روسيا ومجموع سكانها هو الرابع عالمياً بعد الصين، الهند والاتحاد الأوروبي.
إن أول من تحدث، بصورة رسمية، حول ضرورة وجود كيان سياسي يجمع الدول العربية في عام 1941، هو أنتوني إيدن، وزير خارجية بريطانيا آنذاك.
وتعود أصل نشأتها إلى بريطانيا لأنها صاحبة الفكرة حيث صدر في 29 أيار/مايو 1941 بيان وزير الخارجية البريطاني إيدن أعلن فيه تأييد حكومة بلاده آمال الوحدة العربية واستعدادها لمعاونة العرب، وجاء فيه: "كثيرون من مفكري العرب يرجون للشعوب العربية درجة من الوحدة أكبر مما هي عليه الآن، وحكومة صاحب الجلالة من ناحيتها ستؤيد كل التأييد أية خطة تلقى من العرب موافقة عامة".
ثم عاد وزير الخارجية البريطاني ليجدد بقوة ما سبق أن أكده في عام 1941 حيث أصدر بيانا ثانيا في شباط/فبراير 1943 يؤكد فيه مساعدة بريطانيا لقيام الجامعة العربية.
وكان ذلك عندما تطرق في أحد خطاباته إلى تطلع العرب للحصول على تأييد بريطانيا في مساعيهم نحو تقوية الروابط الثقافية والاقتصادية والسياسية بين البلاد العربية، مشيراً إلى أن حكومة بلاده سوف تؤيد أيّ خطة تلقى إجماعاً عربياً.
ولكن مع ارتباط مصر بأمريكا مبكرا عملت على تغيير وتوظيف الجامعة لمصلحة أمريكا فقامت الدول الأخرى التابعة لبريطانيا بمعاقبة مصر وتغيير مكان الجامعة إلى تونس حيث الارتباط القوي والعمالة المتأصلة هناك، وبعدها أصبحت الجامعة العربية فيها تياران متنازعان كل منهما يريد السيطرة على توظيف الجامعة لمصلحته، لا بل جمدت وكانت في مرحلة من المراحل مجرد مبانٍ وموقع حتى تمكنت أمريكا من أخذ بعض الدول العربية، سوريا والسودان، وزيادة عدد عملائها في الجامعة وفرضت مصر بقوتها على عودة الجامعة إلى القاهرة، لا بل جعلت من الجامعة لا يعتلي رئاستها إلا مصري من وزراء الخارجية فيها المرتبطين بقوة بأمريكا لإدارة الجامعة كما تريد والوقوف في وجه عملاء بريطانيا وتحجيم دورهم وأثرهم، ونتيجة هذا الصراع أصبحت الجامعة كما قلنا في مرحلة معينة مشلولة لا قيمة لها ولا قرار، وإن صدر عنها شيء فلا قيمة له ولا تفعيل إلا إن كان مما تريده دول الغرب المجرم.
ويعود سبب إنشاء بريطانيا للجامعة العربية للحيلولة دون تجمع المسلمين للوحدة على أساس حقيقي ومبدئي بعد القضاء على دولة الخلافة العثمانية وغير مرتبط بالغرب وتثبيت حدود سايس بيكو، لذا حرصت بريطانيا على إنشاء الجامعة العربية للحيلولة دون وحدة حقيقية وضمن بنود ميثاق أساسية لا يسمح لها بالوحدة بل بتثبيت الحدود والكيانات التي أنشأتها اتفاقية سايس بيكو وعلى أن تكون هذه الجامعة أداة بيدها في تحقيق مصالح بريطانيا في المنطقة وربط الدول بها وتنفيذ سياستها بقرارات عربية، وهي في حقيقتها بريطانية استعمارية، وبقيت الجامعة ردحا من الزمن بيد الإنجليز وأداة في سياستها الخارجية، ولكن مع ارتباط مصر بأمريكا مبكرا عملت أمريكا على تغيير وتوظيف الجامعة لمصلحتها – كما أسلفنا - عن طريق مصر، فقامت الدول الأخرى التابعة لبريطانيا بمعاقبة مصر وتغيير مكان الجامعة إلى تونس حيث الارتباط القوي والعمالة المتأصلة هناك مستغلة توقيع مصر لاتفاقية كامب ديفيد مع يهود إلى أن أعيدت في سنة 1990 وبعدها أصبحت الجامعة العربية فيها تياران متنازعان كل منهم يريد السيطرة على توظيف الجامعة لمصلحته لا بل جمدت وكانت في مرحلة من المراحل مجرد مبان وموقع وكثرت الاقتراحات من طرح فكرة اتخاذ القرار بالإجماع أو الكثرة ومحاولات إدخال تعديلات على دور الجامعة والمطالبة بأن يكون أمين عام الجامعة عربيا وليس مصريا، حتى تمكنت أمريكا من خلال مصر وبقية عملائها من جعل الجامعة العربية أداة بيدها وانحسار النفوذ الإنجليزي فيها خاصة حاليا بعد تغير الوضع في بلاد الحجاز ومجيء سلمان ومحاصرة قطر التي شوشت على مصر ودورها كثيرا في لبنان والخليج والسودان وقضية فلسطين والعراق.
وقد انطلقت، يوم الخميس، أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين التي ستعقد في مدينة الظهران شرق السعودية.
وفي هذه القمة لن يكون إلا ما تريده أمريكا من اجتماع الحكام العرب خاصة في مسألة صفقة القرن واتخاذ قرارات خيانية أكبر وأخطر مما كان يطرح سابقا من مبادرات ومسألة الحد الذي يستطيع العرب فيه التنازل والخطوط الحمراء فيما يتعلق بالقدس والمقدسات... فالآن حسب رؤية الإدارة الأمريكية الحالية المطلوب أخطر وأكبر بكثير جدا فيما يتعلق بقضية فلسطين ومسألة القدس والحدود والتي كانت سابقا تؤجل لمسمى المفاوضات النهائية، لذا ستكون هذه القمة من أخطر القمم وستتخذ من القرارات أشدها وأخطرها من خلال عملاء أمريكا بعد الرافعة البلدوزر السعودي الذي دخل على الخط لفرض رؤية الحل الذي تريده أمريكا في مسألة القدس والحدود.
وفي الختام:
منذ أن أنشئت الجامعة العربية وهي صنيعة الغرب المجرم فهي في أصل وجودها مشروع استعماري ولمصلحة الغرب وضد الأمة ومصالحها وقضاياها، وكلنا يذكر دورها في العراق وقضية فلسطين والشام والسودان... ولم تتخذ يوما قرارا ضد الغرب أو لمصلحة الأمة، فهذه الجامعة واجتماعاتها محل تندر عند الأمة واستهزاء واحتقار ومحل نكت عند الناس، مع العلم ببيان الحكم الشرعي وهو حرمة تكتل المسلمين في منظمات تقر بالفرقة وتثبت حدود الغرب وتحتكم لقوانين الغرب وتجعل للغرب سبيلا على المسلمين، فالجامعة العربية مشروع تفرقة ووقوف في وجه الوحدة الحقيقية على أساس الإسلام وهي تحتكم كغيرها إلى منظومة الغرب التشريعية مثل الأمم المتحدة وغيرها فضلا عن كونها أداة بيد الغرب المجرم في تحقيق وتنفيذ مؤامراته.
رأيك في الموضوع