أيها الإخوة الكرام، يا حملة الدين، يا حملة الدعوة، ثقوا أن الأمة منقادة إليكم، لكن هناك حوائل تشعركم أنكم بعيدون عنها، فمثلاً سيطرة الكافر المستعمر على الأنظمة وعلى الأوساط السياسية ونفاذه في هذه الحكومات العميلة المجرمة يُشعرُ الناس أن السلطان لهذه القوة التي تبدو طاغية في المجتمع مع أنها قد نخرها السوس؛ فقدت مشروعيتها، بانت سوءتها، صارت البرلمانات التي وضعتها لتكون ديكوراً وتجميلاً لها، يقف النائبُ فيها، كما حصل في الأردن، فيقول نحن دولةٌ وظيفيةٌ أنشأنا الاستعمار لحماية العدو وهذا الاستعمار يمنعنا من استخراج ثرواتنا ويريد أن يجعلنا في هذا الضمور وهذا الضعف، هذا صار يقال في المؤسسات التي تتبع لهذه الدول المهترئة، صار يقول هذا الكلام أبناء هذه الأنظمة لأن الحقيقة تصدم الجميع، فنحن عندما نقول إن قيادة الأمة في أيدينا فذلك حق لأننا نجتمع مع الأمة على لغةٍ واحدة وحسٍ واحد وهدفٍ واحد، نجتمع معها على طريقٍ واحد، وفكرٍ واحد ودينٍ واحد، المسافة بيننا وبينها صفرية، ثم إن ثقة الأمة بمن يحملون الدين لا تتزعزع ولا تتراجع، ثقةٌ تزداد يوماً بعد يوم، فثقوا أيها الإخوة أن قيادة الأمة هي في أيدي الثلة المؤمنة التي سعت للتغيير وأعلنت لونها بصراحة ووضوح دون تملق ولا تزلف ولا تلون ولا تبدل ولا تغيُّر... أنتم تقودون الأمة بثباتكم وصبركم وإصراركم وعزيمتكم، هذا الذي يُنولكم قيادة الأمة فعلاً، القضية قضية تحطيم حواجز وضعت أمامنا، وهذه الحواجز لا بد أن ننفذ إليها ونحطمها بتوفيق الله وبإذنه ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾، وهذا أمرٌ حاصل لا محالة بإذن الله.
رأيك في الموضوع