هدم الغرب الكافر المستعمر بمعاونة خونة العرب والترك دولة الخلافة قبل 104 عاما، وأكثر من تولى كبر هذه الجريمة هو اليهودي المجرم مصطفى كمال عميل بريطانيا، فكانت لحظة هي الأسوأ في تاريخ الأمة الإسلامية؛ فبهدمها غاب الإسلام عن معترك الحياة وسيطر الغرب الكافر المستعمر على بلادنا وأمتنا مباشرة ثم عبر أنظمة عميلة خائنة إلى يومنا هذا حتى بتنا في ذيل الأمم بعد أن كنا رأسها وقدوتها.
وبمناسبة هذه الذكرى الأليمة نذكر الأمة الإسلامية بأن إقامة دين الإسلام وتنفيذ أحكامه في جميع شؤون الحياة لا يمكن إلا بالخلافة، والقاعدة الشرعية تقول: "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" فكانت إقامة الخلافة واجبا. وإن القعود عن إقامتها هو معصية من أكبر المعاصي يعذب صاحبها أشد العذاب يوم القيامة؛ لأنه قعد عن واجب من أهم واجبات الإسلام يتوقف عليه وجود الإسلام في الحياة والدولة والمجتمع.
ونذكر أيضا بأن حزب التحرير وهو الرائد الذي لا يكذب أهله قد نذر نفسه منذ عام 1953م للعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، سائرا على طريقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾، متبنيا مشروع دستور إسلامي خالص من ألفه إلى يائه جاهز للتطبيق فور استلام الحكم.
أيها المسلمون: إنكم ترون ما يلم بكم من مصائب نتيجة غياب الخلافة، وهيمنة الكفار المستعمرين عليكم وعلى بلادكم. واعلموا أن المخرج الوحيد من كل هذه المصائب هو بإقامة الخلافة التي وصفها الرسول ﷺ بالجُنَّة في قوله: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ»، وهي بكم أو بغيركم ستقوم قريبا بإذن الله تعالى فهي وعد الله سبحانه وتعالى وبشرى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وسنسعد بها بعد هذه الأنظمة الجبرية التي نصطلي بنارها اليوم، قال تبارك وتعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ».
لهذا فإنه يتوجب عليكم أيها المسلمون أن تعملوا بجد وإخلاص مع حزب التحرير لهدم الأنظمة الجبرية الخائنة العميلة المتسلطة على رقابكم وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة حتى تفوزوا بعز الدنيا ومجدها وسعادة الآخرة ونعيمها، ورضوان من الله أكبر، قال الله سبحانه تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
رأيك في الموضوع