أيها المسلمون: إن العدوان على المسلمين لا يجابه بكلمات منمقة المظهر فارغة المخبر لا تسمن ولا تغني من جوع، بل يُرد العدوان بحد السيف، بضربات تنسي العدو وساوس الشيطان.. هذا ما كان عليه المسلمون عندما كانت لهم خلافة، ومجريات الأحداث في عهودهم تنطق بذلك، وهذا أمر ثابت لا ينكره صاحب بصر وبصيرة.. فأمثلته قائمة في تاريخ المسلمين تناقلتها (البداية والنهاية لابن كثير، وفتوح البلدان للبَلاَذُري، وتاريخ ابن خلدون، وتاريخ الإسلام للذهبي، ومصادر أخرى)، وأنقل لكم منها:
(- ثم دخلت سنة 87 للهجرة... وفيها غزا قتيبة بن مسلم بيكند، وهي من أعمال بخارى... فما انتصف النهار حتى أنزل الله عليهم النصر... وكان الذي ألب على المسلمين رجل أعور منهم، فأُسر فقال أنا أفتدي نفسي بخمسة آلاف أثواب صينية قيمتها ألف ألف، فأشار الأمراء على قتيبة بقبول ذلك منه، فقال قتيبة: لا والله لا أروع بك مسلما مرة ثانية، وأمر به فضربت عنقه.).
(ثم دخلت سنة 90 من الهجرة... وفيها اعتدى داهر حاكم السند على سفينة فيها مسلمات وأخذهن أسيرات، فأرسل الخليفة إلى واليه بأن يقتص من ذلك الظالم، فقاد محمد بن القاسم جيشاً وأنقذ المسلمات واقتص من ذلك الحاكم الطاغية وفتح بلاد السند.)
(ثم دخلت سنة 223 للهجرة فخرج ملك الروم إلى بلاد المسلمين فأوقع بأهل زبطرة قتلاً وسبياً.. وصاحت امرأة وا معتصماه فبلغ ذلك الخليفة المعتصم فأجاب لبيك وقاد جيشاً وانتقم للمرأة.. وسأل أي بلاد الروم أعظم فقيل له عمورية "قرب أنقرة" ففتحها.)
(- ثم دخلت سنة 582 للهجرة... وفيها غدر أرناط صاحب الكرك فقطع الطريق على قافلةٍ كبيرة "الحجيج" جاءت من مصر، فقَتل وأسر، فتجهز السّلطان صلاح الدّين لحربه، وطلب العساكر من البلاد، ونذر إن ظَفَرَ به ليقتلنّه، فأظفره اللَّه به سنة 583هـ في وقعة حطين منتصف ربيع الآخر، ومن ثم قتله صلاح الدين بيده جزاء غدره وقطعه الطرق. ثم كان تحرير الأقصى في 27 رجب 583هـ.)
(- ثم في 1307هـ عام 1890م فإن مؤلف رواية افترى فيها على رسول الله ﷺ، حاول عرضها في أحد المسارح في باريس، فلما علم الخليفة عبد الحميد استدعى سفير فرنسا في إسطنبول وتعمد مقابلته باللباس العسكري، ثم هدده بأنها إذا عرضت ستعلن الدولة العثمانية قطع العلاقات مع فرنسا كحالة حرب، وخاطبه بلهجة شديدة "أنا خليفة المسلمين.. سأقلب الدنيا على رؤوسكم إذا لم توقفوا تلك المسرحية" فاستجابت فرنسا ومنعت عرض المسرحية..)
إن الكفار المستعمرين كانوا يدركون حينها أن أي انتهاك لحرمات الإسلام والمسلمين سيقابل بقطع الألسنة وكسر الأقدام... واليوم يُعتدى على القرآن الكريم وعلى الرسول ﷺ، وعلى بلاد المسلمين ولا يُردّ العدوان! وما ذلك إلا لعدم وجود الإمام، الخليفة الراشد الذي يقي الأمة شر الأعداء.. جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ».
من كلمة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة بمناسبة الذكرى الــ102 لهدم دولة الخلافة
رأيك في الموضوع