منذ قيامها، لم تكن الولايات المتحدة سوى دولة قامت على الإبادة الجماعية والاستعباد والاستعمار، فالتاريخ يشهد أنها تأسست على دماء ملايين السكان الأصليين الذين أبيدوا بأبشع الوسائل، كما قامت باستعباد ملايين الأفارقة، وتحولت إلى إمبراطورية استعمارية لا تتوقف عن إشعال الحروب في كل بقعة من العالم خدمة لمصالحها.
الإرهاب الأمريكي عبر التاريخ:
على مدار العقود الماضية، مارست الولايات المتحدة سياسات همجية أودت بحياة الملايين، ومع ذلك، تصرّ على تقديم نفسها كـ"حامية الديمقراطية وحقوق الإنسان"! ومن أبرز جرائمها:
- الحروب العالمية: لم يكن للمسلمين أي دور في إشعال الحربين العالميتين الأولى والثانية، ولكن أمريكا وأوروبا هما من دمرتا العالم وقتلتا الملايين.
- القنابل النووية: قامت بإلقاء القنابل الذرية على هيروشيما وناجازاكي، ما تسبب في مقتل مئات آلاف اليابانيين الأبرياء.
- المجازر ضد الشعوب الأصلية: قتلت أكثر من 100 مليون من سكان أمريكا الأصليين في جرائم إبادة جماعية مروعة.
- العبودية واستغلال الشعوب: اختطفت أكثر من 180 مليون أفريقي واستعبدتهم، ومات معظمهم قبل وصولهم إلى أراضي المستعمرين البيض.
- الحروب الحديثة: غزت أفغانستان والعراق ودمرت ليبيا وسوريا واليمن، وساهمت في قتل الملايين وتشريد الملايين، ولا تزال تسلّح كيان يهود لقتل الفلسطينيين وتهجيرهم.
ازدواجية المعايير الأمريكية:
رغم كل هذه الجرائم، تحاول أمريكا أن تصدّر للعالم صورة "المدافع عن الحرية"، بينما تتبنى سياسة الكيل بمكيالين في تعاملها مع القضايا الدولية:
عندما تغزو أمريكا بلداً، فهو "تحرير"، وعندما يقاوم شعب مسلم الاحتلال، فهو "إرهاب"!
عندما يقتل كيان يهود الأطفال والنساء، تدّعي أمريكا أنه (حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها)، ولكن عندما يدافع الفلسطينيون عن أرضهم، يُصنّفون كـ"إرهابيين".
عندما تدعم الأنظمة الدكتاتورية العميلة لها، فهي "حماية للاستقرار"، ولكن عندما يثور المسلمون ضد الظلم، يتم اتهامهم بـ"التطرف والإرهاب".
الحل الشرعي الذي يجب على الأمة القيام به:
إن واقع المسلمين اليوم هو نتيجة طبيعية لخضوعهم لهيمنة أمريكا والغرب، ولقبول أنظمة وظيفية تابعة لهم، تحكم بغير ما أنزل الله وتمنعهم من التحرر. والحل ليس في الاستجداء أو الشكوى للمؤسسات الدولية، بل في اتخاذ موقف عملي وفق ما أمر به الإسلام:
1- إدراك حقيقة الصراع: القضية ليست مجرد احتلال أو ظلم سياسي، بل هي صراع بين الإسلام وأعدائه الذين يريدون القضاء عليه ومنع أمته من استعادة قوتها.
2- إسقاط الأنظمة العميلة: هذه الأنظمة ليست سوى أدوات استعمارية لحماية مصالح أمريكا والغرب، ولا يمكن للأمة أن تتحرر إلا بإسقاطها وإقامة نظام الإسلام.
3- تحريك الجيوش: واجب الجيوش اليوم هو نصرة الأمة بدلاً من حماية الطغاة. قال الله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.
4- إقامة الخلافة على منهاج النبوة: لا خلاص للأمة إلا بإقامة الدولة الإسلامية التي تحكم بكتاب الله وسنة رسوله عليه وآله الصلاة والسلام، وتوحد المسلمين تحت راية الإسلام، وتحرر بلادهم من الاستعمار.
لقد آن للأمة الإسلامية أن تستيقظ من سباتها العميق، وتدرك أن الحل ليس في التبعية لأمريكا أو البحث عن حلول وسط مع أعداء الإسلام، بل في العودة إلى الإسلام حكماً ونظاماً. فالطريق واضح، ولا عزّة لنا إلا بإقامة دولة الإسلام التي تحكم بما أنزل الله، وتقودنا لرفع الظلم عنا، وكنس النفوذ الاستعماري من بلادنا. قال الله تعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
بقلم: الأستاذ بهاء الحسيني – ولاية العراق
رأيك في الموضوع