آن للعالم أن يدرك أن جميع الساسة المتحكمين في رقاب الناس اليوم لا يهمهم إلا مصالحهم الخاصة، وأنهم لا ينظرون إلى أي اعتبارات إنسانية أو عدالة ولا يبحثون عن الحق، بل يزورون الحقائق ويدوسون على القوانين والأعراف التي وضعوها ومارسوا التضليل لفرضها على البشرية وإظهارها بمظاهر الصدق والثقة رغم ضيمها وتحيزها وانحرافها، بل إن تاريخ حضاراتهم بكل ما فيه من ظلم وتعسف وقتل وترويع، يشهد على زيفهم وضحالة حضارتهم التي لم تجلب للبشرية إلا الفقر والعوز والعبودية والاستبداد على مدار القرنين الأخيرين منذ صعود هذه الدول إلى سدة الدول العظمى بعد هدم دولة الإسلام التي عرفت باحترامها للإنسانية، والتزامها بالمعاهدات، والعقود والقانون؛ امتثالا لأوامر الله وتحقيقا لمرضاته وليس لمصالح دنيئة أو مكاسب دنيوية.
والشاهد على ذلك أن الله تعالى قد شدد على الوفاء بالعهد في العديد من الآيات مؤكدا على أنه صنو الإيمان ومحل التقوى ومحك الصدق حيث قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾، وكذلك قوله تعالى: ﴿وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾، وقوله: ﴿بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾.
رأيك في الموضوع