أما الراية الأولى فهي جريدة الراية. هي جريدة أسسها حزب التحرير إبان نشأته في خمسينات القرن المنصرم، فكاد لها أعداء الأمة وأغلقوها، فغابت عن الوجود قرابة نصف قرن وها هي تُستأنف من جديد بفضل الله عز وجل، ثم بعزم الرجال الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن سبيل الله. نعم ها هي الراية تعود لترفرف من جديد، بفكر مستنير صافٍ نقيّ، يسطع كأشعة الشمس ليزيل ظلام الفكر الغربي الذي عمد الكافر المستعمر أن يبقي الأمة فيه عبر ما يزيد عن قرن من الزمان. فها هي جريدة الراية تعود إلى الوجود من جديد رغم كل شيء بفضل من الله عز وجل، فلله الحمد والمنة، وهنيئاً للأمة الإسلامية الكريمة باستئناف هكذا جريدة وهنيئاً لحزب التحرير، وجزى الله القائمين عليها كل خير ﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ﴾.
أما الراية الأخرى، فراية رسول الله الكريم r، راية العُقاب الخفاقة بين ربوع الدنيا، راية العز والسؤدد، راية الانتصارات والفتوحات، راية الدولة الإسلامية العتيدة، تحت هذه الراية ضُمّت الدول والمدن في حظيرة دولة الإسلام، وإليها لجأ الملوك الفارّون والمنكوبون أمثال ملك السويد وملك فرنسا. راية سعد التي استظل في ظلها اليتامى واللاجئون، واستظل في ظلها عابرو السبيل، بهذه الراية شعرت النساء بعزتهن وكرامتهن، ونشأ الأطفال في رعاية كاملة وطاعة لله ورسوله، وانتشر العلم حتى عمّ نور دولة الإسلام الأرض كلها، نعم إنها راية العز والفلاح ورضا الله عز وجل في الدارين.
وإن كانت الراية الأولى (جريدة الراية) تمهد الطريق للراية الثانية (راية العُقاب)، فلا بد أن يكون فكر الجريدة بمستوى هدفها المنشود. ففكر جريدة الراية يجب أن يكون رزيناً ومواضيعها دسمة وساخنة، ولا بد من أن تجعل من السياسة لقمة عيشها ومن العقيدة الإسلامية نبراساً وهدى، ومن الفكر والتراث الإسلامي منهلاً ومرجعا. فتكون جريدة أخرى للحزب على نهج مجلة الوعي نبراساً ومرجعاً ومصدراً لفكر حزب التحرير المستنير.
أتمنى من الله العلي القدير أن يهيئ لهذه الجريدة كل أسباب النجاح والتوفيق، فتكون من أفضل الجرائد التي تهدي إلى الحق وبه تستنير، وأن تهفوَ قلوب أبناء الأمة لمواضيعها وإصداراتها. وأسال الله العلي القدير أن يجعل جريدة الراية تمهد الطريق لعودة راية رسول الله، راية العُقاب خفاقةً من جديد في ربوع الدنيا. اللهم آمين
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾
رأيك في الموضوع