نظراً للسنوات العجاف التي مرّت بها ثورة الشام، وما آلت إليه الأمور من حرفٍ لمسار الثورة، وتضييع للتضحيات الجسيمة التي قدمها أهل الشام، حتى باتت خسارة المناطق، المنطقة تلو المنطقة هي السمة البارزة في مجريات أحداث ثورة الشام، وذلك نتجية ارتهان كثير من قادة الفصائل للغرب الكافر وللمال السياسي القذر الذي تقدمه الدول التي تدعي صداقة الثورة، مما أدى إلى انسياقهم خلف وهم المفاوضات وعقد المؤتمرات، ما جعلهم يفرطون بثوابت الثورة في الشام وعلى رأسها "إسقاط النظام وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة".
لذلك قامت مجموعة من المناطق باتخاذ موقف ينقذ الثورة ويضع الأمور في نصابها فأكدت هذه المناطق أنه لا بد من قيادة سياسية تقود الثورة إلى برّ الأمان وتخلص الأمة وتنهي مأساتها، وتحقق لها غايتها بإسقاط النظام وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وقامت بتبني مشروع الخلافة الذي يقدمه حزب التحرير، كما واتخذت من حزب التحرير قيادة سياسية لها، وذلك لما رأوه من صدقه معهم خلال مسيرة ثورتهم، فحذرهم من المال السياسي ومن الاقتتال ومن خطر الدور التركي، ولما عرفوه فيه من الوعي على المكائد المحيطة بثورة الشام. وهذه المناطق تتوزع في شمال سوريا حيث المناطق المحررة، وهي مدينة الأتارب، وقرية السحارة، وبلدة كللي، وقرية البردقلي، وكفر تعال، وقرية صلوة، وهي تتوزع في ريف مدينة حلب، وكذلك ريف مدينة إدلب، وقد تضمنت البيانات الصادرة دعوة جميع المناطق المحررة لأن تحذو حذوها وتتخذ الموقف ذاته لأنه الموقف الذي لا بد منه لحفظ الدماء قبل أن يبيعها المفاوضون في سوق النخاسة، ولا بد منه أيضاً لتحقيق أهداف وثوابت الثورة.
بقلم: منير ناصر عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
رأيك في الموضوع