هناك فرق واحد بين علمانية الكماليين أو ما تسمى العلمانية الأوروبية وبين علمانية أردوغان أو ما تسمى بالعلمانية الأمريكية، وهو أن علمانية الكماليين ترادف الإلحاد وتلغي جميع مظاهر التدين في جميع شؤون الحياة، وهذا استفزاز صارخ لمشاعر المسلمين فهي تعادي الإسلام بكل جرأة ووقاحة ودناءة، ولذلك فموقف المسلمين منها هو الرفض المطلق لها ولأتباعها، فقد أفل نجمها عند المسلمين والحمد لله رب العالمين.
أما علمانية أردوغان فهي تترك متنفساً صغيراً للمسلمين للتعبير عن مشاعرهم الإسلامية في شؤون حياتهم الفردية، أما في أنظمة الدولة والمجتمع فهي كعلمانية الكماليين سواء بسواء، فكلاهما تؤلّه البشر وتجعل الإنسان هو المشرع الذي يسن التشريعات ويحلل ويحرم، وهذا يتناقض مع القرآن، قال تعالى مبينا أنه هو وحده المشرع الذي يحلل ويحرم: ﴿إنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾.
والعلمانية بشقيها الأوروبي والأمريكي هي وراء جميع مشاكل البشر وسبب كل مشاكله وأزماته، وهي التي أوجدت كل الكوارث والمصائب والمحن والفتن والقلاقل والحروب والتفجيرات والاغتيالات في زماننا.
إن المخرج الوحيد للمسلمين وسائر البشر في العالم هو أن يطبق عليهم النظام الذي شرعه خالقهم فهو وحده الذي يعلم ما يصلح شؤون حياتهم، قال تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، وهو النظام الوحيد الصحيح والمخرج للبشرية من ظلم الرأسمالية والعلمانية التي لا تنتهي مشاكلها، والطريقة لذلك هي إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بقيادة حزب التحرير، التي تحل جميع المشاكل حلاً جذرياً فيسود العالم الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان.
رأيك في الموضوع