في ظل منظومة الاقتصاد الرأسمالي المشوهة التي تطبقها الدول القائمة في بلاد المسلمين، تشتد الضائقة الاقتصادية وتعجز الدولة عن السيطرة على الغلاء المتفاقم وعن توفير مجموعة السلع المسماة استراتيجية؛ من مثل القمح والوقود وخدمات الكهرباء وغيرها، وفي كل مرة تشتد الضائقة تقوم الدولة بعملية تضليل حتى يتكيف الناس مع الضائقة وهم يتوهمون أن دولتهم تسعى لعلاج الضائقة، قبل أن تأتي الموجة التالية من الضائقة، وهكذا دواليك. تهوي حياة الناس من درك إلى آخر حتى يحنّوا إلى أول درك من الضائقة. أما ما هو سحر التضليل الذي ينطلي على الناس في كل مرة؟ فهو أحد أضلاع مثلث مشؤوم لا يخرج عنها هذا السحر: (تكوين حكومة من وجوه جديدة، أو عقد مؤتمر، أو تكوين لجنة).
وعليه نقول إن علاج الأزمات الاقتصادية بل وكل مشكلات وأزمات الإنسان إنما يلتمس عند خالق الإنسان الذي أوجده من العدم، عندما يربط الإنسان حياته بما قبلها وهو الخالق واجب الوجود، وبما بعدها وهو اليوم الآخر، ولا شك أن الحقيقة التي تحقق هذا الربط هي الوحي العظيم الذي جاء به سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام، أي مبدأ الإسلام العظيم تطبقه دولة الخلافة الراشدة في ظل منظومة الرعاية والكفاية التي تضمن إشباع الحاجات الأساسية لكل أفراد الرعية وللمجتمع بعامة، تهتدي بنور الوحي المبين وتطفئ نار الكفار والمشركين، يقوم على أمرها قادة ربانيون لا يخافون في الله لومة لائم. فهذا هو الدرب أيها المسلمون.
رأيك في الموضوع