لقد كان اهتمام الولايات المتحدة بالأردن مبكرا لما للأردن من دور وظيفي في المنطقة مرتبطا بالإنجليز فحاولت كما سبق وذكرنا عن طريق اختراق العائلة المالكة، ثم عن طريق مصر عبد الناصر، ثم عن طريق سوريا الأسد بعد تحوله من بريطانيا إلى أمريكا، ولم تنجح هذه المحاولات بل كان للأردن دور مضاد ومزعج لعملاء أمريكا ودوره بالعراق والخليج واليمن والصومال والسودان... فكان دوره أخطر من حجمه وقدراته.
تحدثنا في الجزء السابق أن الأردن لم يحصل فيه صراع دولي وإن كان من أعظم الأمكنة التي يجري عليها الصراع.
بعد أن تحدثنا عن دخول سوريا الصراع ضد النفوذ الإنجليزي كأداة للصراع بيد الولايات المتحدة بعد ضعف مصر السادات نذكر ما ورد في كتاب مفاهيم سياسية لحزب التحرير في هذا الأمر:
بعد ترشيح حافظ أسد لرئاسة الجمهورية العربية السورية من القيادة القطرية ومجلس الشعب، وهو علوي من الأقليات، وهذا ما لم يجرؤ عليه أحد، ولا حتى حزب البعث ولا أي عسكري، أن يتقدم لهذا الموقع علوي، وهم فئة منبوذة حقيرة معلومة الحقد والعداء للإسلام والمسلمين.
وللعلم فإن حافظ أسد وإن قام بإبعاد الأتاسي وصلاح جديد بناء على اتفاق معهما، ولكن الأمور قد تحولت بعد ذلك، وتحول حافظ أسد من ذيل لعملاء
بعد أن استعرضنا دور مصر في الأردن زمن جمال عبد الناصر وكيف كان يشكل خطرا حقيقيا على النظام في الأردن، وكانت إذاعة صوت العرب واضحة وناطقة بالدور المصري آنذاك
ذكرنا في الجزء السابق إبعاد بريطانيا للملك طلال الذي كان لا يدين لها ويتطلع لعلاقة مع أمريكا كما بينت الوثائق والأدلة وتم إبعاده بحجة المرض. وبإبعاده عادة يحدث فراغاسياسياخطيرا خاصة وأنها سابقة في الأردن ولها تداعياتها المحلية والخارجية وتدخل الأطراف الدولية، وحتى تهرب بريطانيا من مشكلة الفراغ السياسي فكرت بأن تجعل الأردن قاعدة لها في الثبات بل والتصدي للمخططات الأمريكية، وهذا الأمر يستدعي نظاماقويا وشخصية قوية واستقرارا بالحكم للقيام بالدور الوظيفي
ذكرنا في الجزء السابق نبذة عن الوضع بالأردن والصراع بين أمريكا وبريطانيا وكيف حاولت أمريكا أخذ الأردن من بريطانيا مما أدى إلى مقتل الملك عبد اللهالأول وبحكم الدستور تم تنصيب
هل يوجد في الأردن صراع سياسي بين بريطانيا وأمريكا؟ وما هي درجة وقوة هذا الصراع إن وجد؟ وكيف نفهم الأحداث الداخلية في الساحة الأردنية والحصار الاقتصادي الخارجي وتوتر العلاقات مع بعض دول الإقليم؟ وهل ضعفت العلاقة والتوأمة مع كيان يهود؟... وكثير من الأسئلة محل البحث والتساؤل، فنقول وبالله التوفيق:
بعد وفاة جمال عبد الناصر انتاب النفوذ الأمريكي ضعفٌ كبير بسبب غياب عميل بحجم وبقوة ناصر، نتيجة وجود قوى أخرى لا زالت موجودة لم يتم القضاء عليها وبسبب أن البديل لناصر ضعيف الشخصية وفاقد للكاريزما القوية
بتاريخ 6/7/1973م نشرت جريدة النهار في بيروت مقابلة مع رئيس الجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة جاء فيها ما نصه (أن إمارة شرقي الأردن خلقتها بريطانيا لإرضاء الأمير عبد الله.. وأن شرقي الأردن قضية مصطنعة
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني