إن الصراع القائم بين أمريكا وإنجلترا قد اشتد لدرجة كبيرة وظهر هذا الصراع على العملاء والأدوات لكلتا الدولتين، بل أنيط بهم تنفيذ تلك الخطط والمؤامرات سواء تعلقت بالصراع بينهم أو على هذه الأمة ودينها ومقدساتها تنفيذا لرؤى الغرب الكافر. ويعتبر عبد الناصر أبرز عملاء أمريكا في المنطقة، ولا بد لنا من تحقيق
بعد أن استعرضنا في المقالات السابقة الخطة الإنجليزية والخطة الأمريكية لتصفية قضية فلسطين وأدوات كل منهما من حيث التنفيذ مصر والأردن وغيرهما، وكيف وقفت الأردن في وجه المشروع الأمريكي لصالح المشروع الإنجليزي، نستعرض الآن بقية وبعض الأدوات ومنهم رئيس تونس العميل الإنجليزي وحامل المشروع الإنجليزي في مقابل المشروع الأمريكي وعميلها عبد الناصر والصراع بينهما نتيجة الصراع بين المشروعين لحل القضية الفلسطينية.
بعد أن استعرضنا الخطتين الأمريكية والبريطانية لحل قضية فلسطين، وكذلك دور بعض أدوات كلتا الدولتين. سنستعرض دور الأدوات لتصفية قضية فلسطين بشيء من التفصيل؛ فبعد أن وضعت أمريكا مشروعها لتصفيتها نهائيا وأخذت موافقة مصر والسعودية والعراق عليه آنذاك وحملتها على العمل له، وهي ضامنة قبول لبنان به، ولم يبق أمامها إلا الأردن لأنه كان يمثل الخطة البريطانية بقوة كبيرة جدا، فبدأت بالضغط المتتالي عليه لمحاولة إخضاعه وأخذ موافقته عليه بالإغراء والتهديد، وحازت على موافقة أهل فلسطين بأخذ موافقة الهيئة الوحيدة التي تعتبر رسميا ممثلة لهم، وهذا طبعا قبل 1960، وبإيجاد رأي عام بقبوله لدى سكان الضفة الغربية ولدى أكثر اللاجئين.
بعد أن تم استعراض الحل الأمريكي والإنجليزي لقضية فلسطين كان لا بد من استعراض دور الأدوات المنوط بهم:
أما الصراع فهو أن أمريكا منذ أن خرجت من الحرب العالمية الثانية وهي تعمل لأن ترث المستعمرات من جميع المستعمرين الآخرين، ومن ذلك المستعمرات التي تحت يد الإنجليز، فكان من خططها في ذلك إقامة دولة يهودية في فلسطين كما سبق، وربط هذا الكيان بها وليس مجرد الحل لأن الحل جزء من استراتيجية كاملة تتعلق بالمنطقة.
في 18 آذار 1948م أي قبل إعلان كيان يهود في حرب "النكبة" بشهرين تقريباً، استقبل الرئيس الأمريكي ترومان الزعيم اليهودي حاييم وايزمان سراً وتعهد له بالاعتراف بكيانهم في 15 أيار من العام نفسه، ولما أحالت بريطانيا ملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة عام 1947م حتى لا تأخذ على عاتقها وحدها إنشاء كيان يهود، رفضت لجنة فلسطين الدولة المتحدة في 25 تشرين الثاني 1948م وأيدت مشروع التقسيم، وصدر قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين
بعد أن استعرضنا الصراع الأمريكي البريطاني في المنطقة وسعي أمريكا القويةلإخراج بريطانيا من المنطقة بحجة الفراغ الاستراتيجي، سوف نبحث في هذا الجزء أهم مواطن الصراع وأشدها من خلال الدول الكبرى ودور العملاء، ولن نجد أشد وأخطر من القضية الفلسطينية وزرع كيان يهود وأن تكون رأس حربة وقاعدة استعمارية لمن يملكها.
ذكرنا في الجزء الثالث من أسباب الصراع؛ وجود الثروات في الأردن في أرضه ومياهه، ونريد في هذا الجزء إلقاء نظرة تاريخية على كيفية بروز الصراع الإنجلو-أمريكي، والذي هناك من يعتبره ضرباً من ضروب الخيال للأسف لسوء الفهم السياسي عند بعضهم أو للتضليل عند آخرين، أو بسبب خفاء الصراع أحياناً، إذ قد يكون الصراع السياسي بين الدول ظاهراً قوياً، وقد يكون خفياً دقيقاً، وهذا الخفاء لا يعني عدم وجوده، ولكنه يحتاج إلى عقليات سياسية جبارة تكشف مواطن الصراع والتضليل الممارس على الأمة، فنقول وبالله التوفيق:
ذكرنا في الجزء الثاني أن من أسباب الصراع على الأردن؛ هو وجود الثروة المذهلة في باطن الأردن وفي مياه البحر الميت، ولعل هذا السبب يبدو غريبا للوهلة الأولى إذ كيف يعاني الأردن من الأزمات الاقتصادية الخانقة والديون والعجز الكبير حتى قارب الدينُ الدخلَ القومي. والأردن أمام خيارين كل منهما أسوأ من الآخر وهما: إما تخفيض قيمة الدينار الأردني بما يحمل من مخاطر وآثار كبيرة جدا على الناس والأمن القومي والاقتصادي، وإما رفع الدعم عن السلع الأساسية وفرض الضرائب والمكوس وأيضا يحمل هذا الخيار آثارا كبيرة جدا، وكيف يكون الأردن غنيا وتفرض عليه
انتهينا في المقال السابق حول اشتداد الصراع على الأردن من خلال جمال عبد الناصر عميل أمريكا القوي، والحقيقة أن الصراع كان بين أمريكا وبريطانيا؛ محاولة من أمريكا إخراج النفوذ الإنجليزي من الأردن، ويعود سبب الصراع على الأردن إلى:
أولاً: تبني أمريكا المبدأ الرأسمالي
حتى نستطيع فهم ما يحدث في الأردن من تحركات وسقف المطالب، وموقف النظام احتواءً وتحريكا والتفافا وفتكا، كان لا بد لنا من معرفة حقيقة الأزمة في الأردن منذ النشأة، وطبيعة الصراع الدولي عليه منذ خمسينات القرن الماضي، وشدة الصراع وظهوره أو ضعفه على الأمة، ومن ثم العودة لثورة 89 وأسبابها وكيفية تعامل النظام معها وما آلت إليه، والحراكات في الربيع العربي وعودة ظهور الصراع الدولي على الأردن، وظهوره بخلاف ما سبقه، وحدود قدرة النظام على التعامل مع الأحداث الجارية نتيجة الأزمات القائمة وما يراد منها في الصراع على الأردن، لذا كان لا بد من
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني