إن خيرية الجيوش حقيقة يثبتها ويؤكدها أمثال محمد صلاح وسليمان خاطر وأيمن حسن وأحمد الدقامسة ومولود ألطنطاش وغيرهم كثيرون.
الحقيقة الثابتة هي أن الأمة وجيوشها لا انفصال بينهما، وإن محاولات الغرب للفصل بينهما هي محاولات فاشلة، وحتى تنجح محاولات الفصل عليهم أن يحضروا جيوشا من الغرب لا تدين بالإسلام ويستحيل أن تغضب لما يصيب الأمة.
أما والحال كذلك فإن كل محاولات تغيير العقيدة القتالية لتلك الجيوش وصرف أنظارها عن عداء يهود وإيجاد أعداء جدد بل وتحويل أنظارهم نحو عداء العقيدة السياسية في الإسلام وحامليها، هو ضرب من العبث وسيكون في نهايته حسرات عليهم. فالأمة التي رفعت هذا البطل الشهيد حتى صار ذكره على كل الألسن، لا ذكر فيها لمن يسميهم النظام شهداء الإرهاب وأقام لهم جنازات عسكرية وأنشأ لهم تاريخا وصنع لهم المسلسلات، وأنفق كثيرا ليصنع أبطالا من ورق ويرسم للناس صورا جديدة لمفاهيم البطولة والشهادة ولكنها كلها هباء منثور.
والناس في نهاية الأمر لم ترهم ورأت هذا البطل الشهيد ورفعته فوق رؤوسها، يذكرنا هذا بقول الله عز وجل ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ ففي النهاية الغلبة للإسلام والنصر للمسلمين وقريبا سيخرج من هذه الجيوش من يعيدون سيرة الأنصار. فمثل هذا العمل هو فاتحة خير للأمة، يذكرها أنها أمة حية لا تموت وأنها أمة قوية بدينها وعقيدتها مهما حاول الغرب أن يضعها في حالة الهزيمة النفسية.
وهنا ننظر إلى إصرار هؤلاء الأبطال على القيام بما عزموا عليه وتخطيطهم له بدقة وهم يعلمون أن طريقهم هذا بلا عودة وأن منتهاه الشهادة.
في مثل هذه الأعمال رسائل توجه إلى من يقللون من شأن الجيوش ويسفهون قولنا بطلب النصرة منهم، فهذه النماذج تؤكد أن جيوش الأمة لم ولن يتودع منها وأن بينها الكثير من المخلصين، فهذه الجيوش تحتاج إلى من ينقب فيها عن تلك الجواهر المدفونة التي تصلح للصقل بأفكار الإسلام وعقيدته، عندها ستكون هذه النماذج قوة للأمة تعيد سيرة أنصار الأمس.
هذا ما يعمل عليه حزب التحرير متيقنا أن الأمة فيها الخير وأن جيوشها وإن كان زمامها اليوم بيد الغرب إلا أنهم بوصفهم مسلمون قلوبهم مع الأمة يغضبون لغضبها ويتألمون لألمها ويصيبهم ما يصيبها من قهر وذل، وحتما سيخرج من بينها من يستجيب لدعوتنا وينصرها لاقتلاع أنظمة الضرار وتطبيق الإسلام في ظل دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
أيها الضباط والجنود في جيش الكنانة: هؤلاء هم قادتكم والنظام الذي يحكمكم منفصلون عنكم ولا تعنيهم دماؤكم بل هم مستعدون للتضحية بكم قربانا لمرضاة أمريكا، فلا تغرنكم الرواتب والرتب والمميزات التي يعمي بها النظام أعينكم، فوالله إنها لا تساوي شيئا أمام كرامة مهدرة وإنها لأقل بكثير من حقوقكم التي يسلبها النظام ويمنحها للغرب بلا ثمن، وفوق هذا فهي سحت يشتري بها صمتكم ويضمن ولاءكم وحمايتكم له من غضبة الناس، وبكم يحول بين الشعب والمخلصين في الجيش وبين نصرة أهل فلسطين وتحرير أرضهم كاملة، فحددوا خياركم واختاروا في أي صف تصطفون؛ في صف النظام المنفصل عنكم وعن الأمة والذي يمسك الغرب بطوقه ليقهر الأمة، أم تكونون في صف الأمة فتحملوا همها وتسعوا لنصرة قضاياها وتحرير كامل أرضها وتسعوا لانعتاقها من الرأسمالية وأدواتها ومنفذيها ومن التبعية للغرب وما تجره من ويلات؟
أيها الضباط والجنود: إن نجاتكم هي في الانحياز للأمة وتبني قضاياها والعمل معها على اقتلاع هذا النظام من جذوره وتبني نظام بديل ينسجم مع عقيدة الأمة ويعبر عن هويتها ويحقق طموحها، ولا يتحقق هذا إلا بالإسلام ومن خلال دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي يحمل مشروعها بينكم حزب التحرير يستنصركم ويدعوكم للعمل معه، لتكونوا أهلاً للنصرة من جديد فتقام بكم الخلافة الثانية التي وعد الله سبحانه وبشر بها رسوله ﷺ، فاستجيبوا وانصروا دينكم وكونوا كما يحب الله منكم ولكم.
أيها المخلصون في جيش الكنانة: إن واجبكم الحقيقي ليس تأمين كيان يهود ولا حماية نظام يحميه ولا الانشغال بالتجارة والزرع وغير ذلك مما يلهيكم به النظام ويشغلكم عن دوركم الحقيقي ويلقمكم إياه على سبيل الرشوة والسحت، عافاكم الله منه، وإنما واجبكم الحقيقي هو حماية الأمة ومقدساتها، فكيف تنتهك مقدساتها وتغتصب أرضها وفيكم عرق ينبض؟! وكيف تلقون ربكم وأحكامه معطلة ودولته التي ترعاكم وتحمي مقدساتكم غائبة، وأنتم أحفاد الفاتحين العظام؟! فأعيدوا سيرة أجدادكم وانصروا دينكم وأروا الله منكم ما يحب بنصرة العاملين لتطبيق دينه وإقامة دولته.
أيها الضباط، يا أحفاد خالد وصلاح الدين ومحمد الفاتح وابن تاشفين، يا أبناء خير أمة أخرجت للعالمين: كونوا ألف صلاح الدين وأعيدوا سيرة الأولين واهدموا حضارة أبناء السِّفاح الأسفلين، حضارة الإجرام والرذيلة، وابنوا صرح الإسلام العظيم، أقيموا خـلافة نبيكم.
* عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
رأيك في الموضوع