تقودالأمم المتحدة منذ أيلول/سبتمبر الماضيجهودا لحل الأزمة الأمنية والسياسية في ليبيا، تمثلت في جولة الحوار الأولى التي عقدت بمدينة غدامس غربي البلاد، ثم تلتها جولة أخرى بجنيف قبل أن تجلس الأطراف في مدينة الصخيرات المغربية إلى طاولة واحدة.
وقد عرض مبعوث الأمم المتحدة "ليون" المسودةالثالثة للاتفاق على الطرفين المتحاورين، إثر جلسة الحوار التي بدأت منتصف الشهر الفائت ونصت أساسا على فترة انتقالية محددة لا تتجاوز عامين، والإبقاء على السلطة التشريعية بيد مجلس النواب المنحل، وتمديد عمل هيئة صياغة الدستور.
إلا أن هذه المسودة لاقت رفضا كاملا من المؤتمر الوطني حيث أكد عضو الحوار الليبي الممثل للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته محمد إمعزب أن المؤتمر لم يقم برد على المسودة الأخيرة للاتفاق السياسي الليبي، لرفضها شكلاً وموضوعًا. واعتبرها «أجهضت كل الجهود التي بذلت في الصخيرات»، مؤكدًا أنه في صورة ما إذا تم التمسك بهذه المسودة من طرف الأمم المتحدة فسيفشل الحوار.
ومن الجانب الثاني، أكد عضو لجنة الحوار في مجلس النواب أبو بكر بعيرة أن البرلمان انتهى بالفعل من دراسة المسودة الأخيرة للاتفاق السياسي الليبي، وأرسل ملاحظاته عليها إلى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبر البريد الإلكتروني. وقال بعيرة: «لجنة الحوار حاليًا في انتظار تحديد موعد للعودة لمناقشة الملاحظات والاتفاق على المسودة النهائية، رغم ورود معلومات عن اعتراض المؤتمر الوطني على المذكرة والمطالبة بتغيير بعثة الأمم المتحدة بالكامل».
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أشارت في وقت سابق إلى أن مسودة الاتفاق بين الأطراف الليبية لا تزال في مرحلة التطوير. وأضافت البعثة في رسالة وجهها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، برناردينو ليون، أنها أخذت علماً بالردود الأولية حول الوثيقة، وعليه فإنه يجب أن يتم التعامل معها على هذا الأساس إلى أن تتوصل جميع الأطراف إلى إجماع حول ما تعتقد أنه يشكل تسوية سياسية قابلة للتطبيق.
وسيقوم ليون بإجراء مشاورات مع جميع الأطراف خلال الأيام القليلة القادمة لكي يتم الاتفاق على تاريخ لاستئناف مباحثات الحوار.
أما على مستوى دول الجوار فقد دعا وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي في بيانمساء الخميس مختلف الأطراف السياسية في ليبيا إلى "الالتزام بالحوار الشامل والتوافقي من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية" من أجل أمن ليبيا ودول الجوار.وأكد البيان "دعمه لجهود الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية ممثلة في مبعوثها برناردينو ليون.. مشددا على أهمية مواصلة جميع الأطراف لهذه المفاوضات للخروج بحل ينهي الأزمة الليبية".
أما ميدانيا فيتواصل الاقتتال والتنازع العسكري بين الأطراف المتنازعة. إذ ما زالت طائرات حربية تابعة للواء المتقاعدخليفة حفتر تقصف بعض المدن مثل مدينة درنة شرقي ليبيا وتواصل قوات فجر ليبيا من جهة أخرى حصارها للقاعدة الجوية جنوبي غربي طرابلس، التي تتحصن داخلها قواتُ ما يسمى بجيش القبائل ولواء القعقاع ولواء الصواعق الموالية جميعها للواء حفتر.
هذا وقد أكد فضيل الأمين عضو لجنة الحوار أن «الأزمة تتفاقم على الصعيد الإنساني، إذ يوجد أكثر من نصف مليون نازح ومنكوب داخل البلاد، إلى جانب النازحين خارج ليبيا، والذين تقطعت بهم الظروف والأحوال ويعانون شظف العيش في الغربة». كما أكد أن «الخدمات الأساسية التي يحتاجها الليبي في اختفاء مستمر، فالكهرباء تنقطع أكثر من ثماني ساعات يوميًا، وأسعار المواد الغذائية الأساسية في ارتفاع مستمر، ومعظم المدارس تعطلت، وما تبقى من البنية التحتية في تآكل وانهيار سريع، فيما القصف العشوائي على الأحياء المدنية في المدن يقتل المدنيين يوميًا، مع ازدياد العمليات الإرهابية وانتشارها واستهدافها الليبيين بمختلف مشاربهم واهتماماتهم».
إنه لا يمكن الخروج من هذه الأزمة وأهل ليبيا لم يتحركوا لإزالة النفوذ الغربي الذي هو أصل الداء وسبب الصراع الحاصل في البلد. إن على الشعب الليبي أن يقول كلمته بكنس المأجورين واختيار المخلصين القادرين على حكم البلد بنظام إسلامي نقي: خلافة راشدة على منهاج النبوة.
رأيك في الموضوع