لقد أنشأت الإمارات ما أسمته المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017م بعد سيطرتها على مدينة عدن والموانئ اليمنية، وذلك لاحتواء الحراك الجنوبي والسيطرة عليه ضمن ذلك المجلس، وإبعاد أمريكا وكياناتها في جنوب اليمن عن القضية الجنوبية، إلا أن الهدف الرئيس من إنشاء المجلس الانتقالي هو ما يعلنه قيادات المجلس مراراً وتكرارا؛ أنهم هم من يمثلون القضية الجنوبية في المحافل الدولية، وأنه لا مفاوضات للحل السياسي الشامل لليمن إلا بتمثيل المجلس الانتقالي، وذلك رغبةً من بريطانيا المسيطرة على أغلب النفوذ في عدن أن يكون لها ممثلان اثنان في مفاوضات الحل النهائي للحرب في اليمن وهما حكومة الرئيس عبد ربه هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي، مقابل ممثل واحد لأمريكا وهو مقعد الحوثيين، وهكذا كان؛ فقد أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث مؤخراً أن المجلس الانتقالي سيشارك في مفاوضات الحل السياسي للأزمة اليمنية.
ولأن العبد يتبع سيده، فقد قال عيدروس الزبيدي إنه يبارك تطبيع الإمارات مع كيان يهود، وقال إنه سيطبع مع الكيان المحتل لأولى القبلتين وثالث الحرمين، في حال استعاد الدولة في الجنوب. ويعلم الزبيدي المقيم في أبو ظبي أنه مجرد تابع للأسياد، فأينما يتم توجيهه سيتجه حتى لو انسلخ من دينه وعقيدته وأمته!
يا أهلنا في جنوب اليمن: إن المجلس الانتقالي كغيره من الكيانات المنشأة على عين الغرب الكافر، لا يمثلكم، ولن يحل قضاياكم، بل هو يبيع القضية لمن يدفع أكثر، وقد كان يوماً في ضاحية بيروت الجنوبية عند حزب إيران اللبناني يحاول أن يسترزق من معاناتكم في ظل نظام الهالك علي عبد الله صالح.
يا أهلنا في عموم اليمن: إن تلك القيادات سواء أكانت في الحكومة أو خارجها وسواء أكانت في شمال اليمن أو جنوبه، قد سلمت قضايانا إلى الكافر الغربي المستعمر ليشتروا بها ثمناً بخساً، وها هي ست سنوات قد مرت منذ بداية الحرب في البلاد وهم يتسولون في المحافل الدولية لحل الأزمة في اليمن، ضاربين عرض الحائط بدمائكم التي تسيل يومياً في حرب عبثية لا يعرف الإخوة لِمَ يتقاتلون، ورفعوا شعارات طائفية ومناطقية لتضليلكم عن واقع الحرب كونها صراعاً دولياً بين أمريكا وبريطانيا على النفوذ والثروة في البلاد، ولم تكن الحرب يوماً من أجل تحرير الجنوب أو تحرير الشمال، ولا من أجل سنةٍ أو شيعة، إنما هذه شعارات يتم بها تغطية واقع أهدافهم الشيطانية في البلاد، واتخذوا من سفلة المجتمع قيادات ليبيعوا قضيتكم في سوق العمالة. وها هو الزبيدي يعلن دون مواربةٍ ولا حياء أنه سيطبع مع كيان يهود، غير مراعٍ لعقيدتكم ودينكم ومشاعركم.
إن حل أزمة اليمن يكمن في وقف الحرب فوراً، وطرد الكافر المستعمر وأعوانه وأذياله من البلاد، وتطبيق أحكام الشرع؛ بأن تكون السيادة لشرع الله، وأن تكون الأنظمة والأحكام منبثقة من عقيدة الإسلام، وأن توزع الثروة توزيعاً عادلاً وفق أحكام الإسلام، وحينها سيرضى عنكم خالق الأرض والسماء، وستكون اليمن نواةً للخلافة على منهاج النبوة، كما وعد نبي الأمة عليه أفضل الصلاة والتسليم حيث قال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد.
رأيك في الموضوع