جاء في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن مسؤولين أمريكيين يدرسون تصنيف الحوثيين "جماعةً إرهابية"، بعد حوالي عام من تصنيف واشنطن الحرس الثوري الإيراني "منظمةً إرهابية"، وقالت الصحيفة إن ذلك التصنيف يأتي في إطار تضييق الخناق على إيران.
وكانت مجلة فورين بوليسي الأمريكية قد كشفت عن قيام واشنطن بنقل عدد من الموظفين الأمريكيين في منظمة الأمم المتحدة وبعض العاملين في المنظمات غير الحكومية إلى خارج شمال اليمن، تحسباً لتصنيف إدارة ترامب المحتمل لمليشيا الحوثي "جماعةً إرهابية"، ما يدل على جدية واشنطن باعتبار الحوثيين جماعةً إرهابية، ما يعني عملياً تجميد حساباتهم في البنوك الخارجية ومنع قياداتهم من السفر وتجريم من يقوم بتقديم المساعدة لهم، وهنا يكون المقصود به حليفتهم إيران.
وقالت مجلة فورين بوليسي إن هذا القرار لإدارة ترامب قد يكون من أجل عرقلة سياسة بايدن الرئيس الأمريكي المنتخب، التي أعلن فيها الخيار الدبلوماسي مع إيران، وفق ما نشره موقع جريدة القدس العربي في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2020م.
وكانت الجماعة الحوثية قد سيطرت على العاصمة صنعاء منذ 2015م، وبعد ذلك دخول ما سمي بالتحالف العربي الحرب على اليمن بقيادة السعودية والإمارات، وها هي الحرب تقترب من عامها السادس، ولم يتغير أي شيءٍ في الوضع السياسي، إلا أن الذي تغير فعلياً هو الدمار الهائل الذي حدث في اليمن، وتفشي الفقر في البلاد، حتى إن الأمم المتحدة حذرت في الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري أن العد التنازلي لكارثة في اليمن قد بدأ، وتصف الأمم المتحدة اليمن بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع احتياج 80 في المئة من سكانه للمساعدة.
وبهذا يتضح جلياً لأهل اليمن أن هذه الحرب لن تقودهم إلا إلى مزيدٍ من المآسي والكوارث، وأنها لا تخدم إلا سياسات الدول العظمى التي تتنافس على النفوذ والثروة في اليمن، وأن أبناء اليمن يستخدمون وقوداً لتلك المنافسة الشرسة بين أمريكا وبريطانيا على مصالحهما في البلاد، وما الشعارات الطائفية والمناطقية إلا تغليف ضال لصرف الانتباه عن واقع تلك الحرب بأنها حرب دولية بأدوات محلية خائنة لله ولرسوله وللمؤمنين، وإن الحل الصحيح والوحيد لهذه الأزمة هو وقف الحرب فورا، ومعالجة مشكلات توزيع الثروة على أهل اليمن وفق أحكام الإسلام الذي يرعى شؤون الناس ولا ينهب ثرواتهم أو يسلمها لأعدائهم، وفرض مفاهيم الإسلام الصحيحة بسلطان الدولة الإسلامية ومنع الأفكار المخالفة للإسلام والدعوات الطائفية الجاهلية التي حرم الإسلام الدعوة إليها. وبهذا تحقن دماء أهل اليمن وتحفظ ثرواتهم وتصان كرامتهم وأعراضهم ويتم طرد نفوذ الكافر المستعمر من بلادهم، ولن يقوم بذلك إلا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي أزف أوانها بإذن الله، ويخشى الغرب من عودتها، لأنها ستظهر على حضارته العفنة القائمة على الأزمات والحروب لنهب شعوب العالم. قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾
رأيك في الموضوع