لفت نظري إعلان قرأته صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية تعلن فيه عن توفر منح دراسية للحصول على درجة البكالوريوس في بعض تخصصات الهندسة في الولايات المتحدة الأمريكية (الأكاديميات العسكرية والبحرية وسلاح الجو وخفر السواحل)، خلال شهر حزيران 2020م ولمدة أربع سنوات، وتم النشر في 25/8/2019م. وتزامن هذا مع إعلان السفارة الأمريكية في عمان عن دعوتها للأردنيين بالدراسة في أمريكا للخدمة في الجيش، فهل هناك اتفاق بين الأردن وأمريكا على إرسال الطلبة للدراسة العسكرية وللخدمة في الجيش الأمريكي أو الأردني؟
لقد استخدمت أمريكا هذا الأسلوب في العراق قبل عشرين عاما عندما دعت شباب العراق للدراسة في أمريكا والعمل في الجيش الأمريكي الذي قدم إلى احتلال العراق عام 2003 واستخدمت من درستهم جواسيس وعملاء لها. وكذلك استخدمت الأسلوب نفسه في سوريا في بداية الثورة لتجعل منهم دروعا بشرية أثناء دخولها سوريا للقضاء على الثورة والحفاظ على بشار المجرم. كما استخدمت أمريكا الأسلوب نفسه في إرسال الطلبة السودانيين وتعليمهم الولاء لها وأعادتهم إلى بلدهم لينفذوا السياسة الأمريكية في السودان، ولو تفحصت أسماء الوزراء في الحكومة التي تشكلت بعد الثورة لوجدت معظمهم درس في أمريكا... هكذا تصنع الدول العملاء!
وقد استخدمت بريطانيا وفرنسا هذا الأسلوب مع الطلاب المسلمين القادمين من الدولة العثمانية الذين أرسلتهم دولتهم لدراسة العلوم والصناعة فتلقفهم الإنجليز والفرنسيون وعلموهم أفكار القومية والوطنية، وأعادوهم إلى بلادهم بعد أن جعلوا منهم عملاء يدينون بالولاء والطاعة لهم، فكانوا خنجرا مسموما في جسد الأمة الإسلامية، فدمروا دولتهم بأيديهم وفرقوا أمتهم وجعلوها تئن تحت وطأة الاستعمار منذ 100 عام وحتى الآن.
وبريطانيا المجرمة قامت بتدريس أبناء الأسر الذين عينتهم حكاما على مستعمراتها في كلية ساند هيرست وأعادتهم حكاما بعد غسل أدمغتهم من عقيدتهم ودينهم وحشوها بقيم الولاء والطاعة المطلقة لها.
فهل تسعى الأردن إلى حتفها بيد أبنائها؟ ألا تكفي 100 سنة من العمالة لبريطانيا والآن يريد هؤلاء نقل البلاد والعباد إلى المزرعة الأمريكية ليكونوا عبيدا للسيد الأمريكي 100 سنة أخرى؟!
لا يقولن قائل بأننا بحاجة إلى التخصص في الدراسات العسكرية التي نفتقر إليها، لأن هؤلاء لن يدرسوا مواد أكاديمية فقط ولكنهم سيتعرضون لغسيل دماغ يجعل منهم بيادق في يد أمريكا تستخدمهم في تحطيم بلادهم.
أهيب بكل مخلص في الجيش أن يعطي النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، فلم يعد في المنطقة جيش متماسك غيركم، وأن يخلصنا من كل أشكال الحكم التي يسعى المتشاكسون لها.
لا خير في الملكية النيابية ولا في الملكية الدستورية ولا في النظام الجمهوري ولا في الإصلاح الديمقراطي ولا في دولة المؤسسات والقانون التي تطبق قانونا بشريا قاصرا، بل نريد دولة تحكمنا بكتاب الله وسنة رسوله، بنظام معروف مسطر واضح لا مجال فيه للتكهنات والعصبيات، وإن حزب التحرير يقدم لكم دستورا مأخوذا من كتاب الله وسنة رسوله فيه أنظمة واضحة قابلة للتطبيق الفوري.
بيدكم إنقاذ الأردن من الهاوية التي يسير إليها، بيدكم إنقاذ الأردن من الفاسدين الذين باعوا كل إمكانياته وثرواته وتركوكم جياعا تستجدون رغيف الخبز وحبة الدواء، بيدكم إنقاذ الأردن من الإلحاد الذي فرض إغلاق المساجد ومنع الجمع والجماعات.
بقلم: الأستاذة راية مالك - ولاية الأردن
رأيك في الموضوع