منظمة التجارة العالمية هي وريثة الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة (الجات).
وهي منظمة عالمية مقرها مدينة جنيف في سويسرا، وهي المنظمة العالمية الوحيدة المختصة بالقوانين الدولية المعنية بالتجارة ما بين الدول. وتضم هذه المنظمة 164 دولة عضواً إضافةً إلى 20 دولة مراقبة كما في 1 آب/أغسطس 2016.
الدخول إلى هذه المنظمة طوعي وبحاجة للتفاوض من أجل العضوية.
من أهدافها المعلنة والمزركشة: ضمان انسياب التجارة بأكبر قدر من السلاسة واليسر والحرية، وجعل التجارة تصبح أكثر استقرارا،عندما تكون العلاقة مباشرة بين المنتج والمستهلك ولو أنهما في دول مختلفة، وتقوم بذلك عبر سياسات عدة:
١. خفض التعريفات والرسوم الجمركية على عدد من السلع
٢. تخفيف قيود التجارة وبخاصة القيود الكمية (نظام الحصص) الذي تضعه الدول على عدد الواردات، أي حد أقصى من الواردات بالنسبة لسلعة معينة. (مثال: ممنوع استيراد سجائر بأكثر من خمسين مليون دولار سنويا).
٣. تقديم معلومات وتسهيلات تطوير وإنشاء ومميزات للدول الأعضاء. ولذا تهافتت الدول لعضويتها من أجل التطور وعدم التخلف في المجال المعلوماتي والخدمي.
أما الهدف الرئيسي لهذه المنظمة والذي يتم إخفاؤه فهو فتح أسواق الدول الفقيرة والنامية أمام الشركات والدول الرأسمالية للسيطرة والتحكم في هذه الأسواق، ما يجعل هذه البلدان بحاجة لديون كبيرة لسد العجز ولحماية أسواقها، فيتم تحويلها للاقتراض من البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي، وهكذا تقع هذه البلاد كلها في دوامة القروض والديون المركبة التي تجعلها في نهاية الأمر دولاً تابعة سياسيا لإرادة تلك الدول الاستعمارية.
فالأسواق عادة ما تكون بحاجة إلى الدولة لتقف وراء نمو السوق وحمايته من أن يصبح لعبة بيد من تتركز بأيديهم رؤوس الأموال والمرابين وخصوصاً من خارج البلاد؛ خوفاً من أن يحتكروا الأسواق والتجارة في البلاد ويضعفوا الناتج القومي والعملة وعندها تحصل الأزمات الاقتصادية ما يدفع الدولنحو الإفلاس وتعويم العملة وتُهرعإلى الديون.
ولذا فإن منظمة التجارة العالمية هي والبنك وصندوق النقد الدوليين عبارة عن الثالوث المخدر والقاتل الذي يجعل الشعوب تعتاد على ما يقسمه لها المستعمرون من سياسات وإملاءات من رفع للأسعار حتى تطال أسعار المواد الأساسية من طعام وغذاء، وسياسات الخصخصة التي تجعل معظم قطاعات الحكومة ملكاً للدول المستعمِرة، وغيرها من سياسات التقشف والإفقار لسداد بعض من ربا الديون وليس أصل الديون.
انظر يرحمك الله كيف تدوس أمريكا على منظمة التجارة العالمية والهدف المعلن منها (حرية وتسهيل انسياب وحركة التجارة الدولية)، فها هي تضع التعريفات الجمركية على البضائع وتتفلت من القوانين التي صاغتها بنفسها فيها، عندما تتعارض هذه القوانين مع مصلحتها. وهذا يشبه لحد بعيد تصرفات أمريكا مع هيئة الأمم المتحدة عندما تتعارض مصالح أمريكا معها فتفعل ما تريد ضاربة عرض الحائط بالهيئة ومجلس أمنها كما حصل إبان احتلالها العراق عام 2003.
ومن هنا يجب على الناس عامة والمسلمين خاصة الحذر من هذا الثالوث الاستعماري المخدر للشعوب والبلدان والمدمر لاقتصادها وعملاتها.
إن الدخول في هكذا منظمات والاستدانة من البنك وصندوق النقد الدوليين هو الذي تقوم به الدول العميلة لتجعل شعوبها لعبة بيد المستعمرين دولا وشركات. ولذا فإن على المسلمين إعلان الطلاق البائن من هذه المنظمات الاستعمارية للحفاظ على أسواقنا وثرواتنا وبلادنا من أيدي الذئاب والقتلة الاقتصاديين.
إن أي دولة من الدول القائمة في بلادنا، تلتزم بهذه المنظمات أو تستمر بالتعاون معها فإنها شريكة لها في استعمارنا وإضعاف أسواقنا وعملاتنا ودمار اقتصادنا وخراب بلادنا. فالحذر الحذر والبراء البراء من هذه المنظمات الدولية التي هي أذرع المستعمرين وأدواتهم.
بقلم: الدكتور فرج ممدوح
رأيك في الموضوع