(مترجم)
خلال قمة الناتو الأخيرة في وارسو، أعلن قائد الصليبيين ضد الأمة الإسلامية، أوباما، أن حكومته سوف تبقي 8400 جندي أمريكي في أفغانستان بدلا من 5500 جندي المعلن عنهم في وقت سابق.مباشرة بعد إعلان أوباما هذا، سافر وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إلى كابول في زيارة غير متوقعة وأعلن أن القائد العام لقوات حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة في أفغانستان، نيكلسون، قد أعطيت له سلطات أكبر.وأعلن أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تبقي على قوة احتياطية تعدادها 400 جندي بالقرب من أفغانستان ليتم حشدها على الفور إلى أفغانستان إذا لزم الأمر.ويأتي إعلان الحفاظ على هذه القوات في الوقت الذي لدى الولايات المتحدة بالفعل الآلاف من القوات لمكافحة "الإرهاب"، أي الإسلام، وعشرات الآلاف من المرتزقة (الشركات الأمنية) والجواسيس بالإضافة إلى القوة المعلنة المكونة من 8400 جندي التي سيتم الاحتفاظ بها لإعطاء المشورةوتدريب قوات الأمن الأفغانية.
وتأتي هذه التحركات في وقت توشك فيه ولاية أوباما على الانتهاء.في وقت ما، كان أوباما قد أعلن نهاية الحرب في أفغانستان والعراق وسحب بعض قواته.ومع ذلك، فقد احتفظ بآلة الحرب تعمل ضد "الأمة الإسلامية".بهذه الاستراتيجية حفظ أوباما دماء الجنود الأمريكيين، ولكن استمر الاحتلال والحرب ضد المسلمين من خلال عملاء دمى مثل حكام أفغانستان وباكستان.
وتشير تصريحات أوباما الأخيرة إلى أن المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة لا تسمح بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.وسوف تقوم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بشن حرب طويلة الأمد في أفغانستان والتي من شأنها أن توقع الكثير من الضحايا والمآسي على شعب أفغانستان والمنطقة.
لقد أثبتت التجربة أن الولايات المتحدة قد استخدمت فزاعة "الإرهاب" كذريعة لتحقيق أهدافها الاستعمارية.إن سياسة أمريكا في أفغانستان هي استغلال قضية الإرهاب لتحقيق أهدافها في أفغانستان وفي المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن أمريكا تقوم بأنشطة إرهابية من خلال شبكات الاستخبارات الإقليمية الهادفة إلى خلق سياق للوجود على المدى الطويل في أفغانستان.بهذه الطريقة، فإنه يدين المسلمين في المنطقة بالإرهاب، ويوما بعد يوم يخترع وسائل جديدة لذبح المسلمين.ونتيجة لذلك، تستفيد أمريكا وحلف شمال الأطلسي من الحرب الحالية.وفي هذا السياق، أعلن أوباما أنه لن يسمح لأفغانستان أن تصبح وكرا للإرهابيين.
في الواقع، لقد أصبحت أفغانستان ساحة قتال للإرهاب الدولي من الصليبيين وحرب بالوكالة بين دول العالم والمنطقة.ولهذا السبب زاد أوباما القوات الأمريكية في أفغانستان بالآلاف في عام 2009 لإعداد قاعدة لاستمرار الاحتلال والإرهاب.
وذكر أوباما أن الولايات المتحدة من خلال تعزيز دورها العسكري في أفغانستان كانت تكرم "تضحية" أولئك الذين فقدوا حياتهم في البلاد.في واقع الأمر فإن هذا يعني أنه سوف ينتقم من أولئك الذين لقوا حتفهم خلال المقاومة ضد الاحتلال.وهذا يعني أن الوضع في أفغانستان سوف يصبح أكثر تعقيدا وسوف يزداد قتل الرعايا الأبرياء.
كما أن الجنرال نيكلسون قال للصحفيين إن تركيز عملياتهم سيكون على شرق أفغانستان حيث اتخذ "التمرد" حسب قوله عدة أشكال.وقال إن عملياتهم اليومية أجريت وفقا للتعليمات التي أصدرها أوباما الشهر الماضي والتي زادت سلطة القوات الأمريكية في الحرب.وقال إن هذه العمليات لا تقتصر على استخدام القوة الجوية، ولكنها تشمل أيضا العمليات الخاصة من قبل القوات الأمريكية.
من ناحية أخرى، لقد تم إطلاق ما يسمى بعملية السلام منذ أكثر من نصف عقد من قبل الحكومة الأفغانية وقوات الاحتلال.هذه العملية تهدف إلى خداع الرأي العام بعيدا عن همجية قوات الاحتلال.وقد فشلت هذه العملية بشكل قاطع.ورأى شعب أفغانستان أن جهود مجلس السلام الأعلى في أفغانستان، وفتح مكتب سياسي لطالبان في قطر، ومؤتمرات منظمة الباجواش، ومبادرة المجموعة الرباعية التي تضم أفغانستان وباكستان والصين والولايات المتحدة الأمريكية، كلها قد فشلت في الجوهر.وقد عقدت المجموعة الرباعية أربع جلسات في أفغانستان وباكستان منذ شهر كانون الثاني/يناير من هذا العام دون تمثيل المقاومة المسلحة.ولم تجلب هذه الاجتماعات أية نتيجة، بل إنها أيضا تفاقم ما يسمى الحرب على الإرهاب.
ويتجلى واقع الحرب على الإرهاب في بيان السيناتور جون ماكين الذي قال إن أي شخص في العالم يهدد مصالح الولايات المتحدة يعتبر "إرهابيا".إن الدوافع الحقيقية وراء الاحتلال هو منع إقامة النظام الإسلامي القادم ونهب مواردنا.وبالتالي، فإن السبب في استمرار الحرب الأمريكية في هذا الجزء من البلاد الإسلامية – أفغانستان - هو محاربة الإسلام وزعزعة الاستقرار لتحقيق مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية.
رأيك في الموضوع