نظمت حملة «طلعت ريحتكم» اعتصاماً في الأيام القليلة الماضية في وسط بيروت التجاري احتجاجاً على زمة النفايات.. وقد شارك فيه نقابيون ويساريون وناشطون من المجتمع المدني وحتى مشاركون في مناقصة معالجة النفايات. ورفعوا الأعلام اللبنانية وهتفوا «الشعب يريد إسقاط النظام». وتحولت التظاهرة يوم السبت الماضي إلى مواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية والعسكرية.. وفي اليوم التالي، أي يوم الأحد الماضي، تجددت المواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية والعسكرية بعدما حاول بعضهم إزالة الأسلاك الشائكة ورشق العناصر الأمنية بقناني المياه. واستخدمت القوى الأمنية خراطيم المياه وقنابل مسيلة للدموع ورصاصا مطاطيا وحيا، وقد سقط جرحى من الطرفين.
: لقد كان من الواضح منذ بدء التحركات محاولة قوى "8 آذار" تسخير تلك التحركات لتحقيق ما تسعى إليه من إسقاط للحكومة والذهاب إلى مؤتمر تأسيسي بعد القيام بإجراءات سياسية وعسكرية تؤدي إليه. فلقد طالب حزب إيران وتيار ميشال عون بإيجاد نظام سياسي بديل عن النظام الحالي الذي تقوم الدولة على أساسه.. وإن كون قوى "14 آذار" لن توافق على ذلك بإرادتها فلا بد في نظر قوى "8 آذار" من تحقيق ذلك بالقيام بأعمال مادية تجبر تلك القوى على الخضوع. وما يشير إلى ذلك أنه قد صدرت خلال الأيام الماضية تصريحات من مسؤولين في قوى "8 آذار" يطالبون فيها بإسقاط الحكومة والنظام السياسي القائم، بينما عارض مسؤولون في قوى "14 آذار" تلك المطالبات واعتبروها بمثابة انقلاب على الدستور. وقد كان كلام النائب وليد جنبلاط واضحا في اتهامه أطرافا أخرى بالدخول على خط المظاهرات لتحقيق أجندتها السياسية، فقد قال جنبلاط: ".. لا بد من المحاسبة ولكن ليس الدخول في الفوضى، وهناك أحزاب سياسية دخلت إلى ساحة البرج وتطالب بشيء آخر وهي تريد الفوضى. ما هو البديل عن الحكومة والمجلس النيابي، الفوضى؟ إن إسقاط الحكومة واعتبار المجلس النيابي غير شرعي أمر مرفوض وتم توريط المتظاهرين بهذه الشعارات". إن مواقف قوى "8 آذار" التابعة لأمريكا والتي تتناقض مع قوى "14 آذار" التي فيها أطراف تابعة لبريطانيا يشير إلى تحول تلك المظاهرات إلى مواجهة بين أدوات أمريكا وبريطانيا وهي تُنذر بأمور لا تُحمد عقباها.
رأيك في الموضوع