نظمت كتلة الوعي في جامعة النجاح محاضرة بعنوان "التغيرات الأمريكية في الموقف من حلّ قضية فلسطين... الدلالات والتوقعات"، أكّد فيها المهندس باهر صالح على أنّ قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة للاحتلال هو في حقيقته قرار للإدارة الأمريكية وليس لشخص ترامب الذي جيء به ليكون مجرد واجهة للمرحلة القادمة، لأن أمريكا دولة مؤسسات وليست دولة أشخاص.
ورأى أن سياسة الإدارة الأمريكية القادمة تتطلع إلى إعطاء دور أكبر لكيان يهود ومحاولة إيجاد علاقات طبيعية له في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من أجل تشكيل تحالف إقليمي، يكون كيان يهود جزءاً منه، بذريعة محاربة (الإرهاب) والدول الداعمة له.
واعتبر صالح شن كيان يهود غارات جوية على منطقة سيناء بموافقة السيسي خلال السنتين الماضيتين، وغارات جوية أخرى على سوريا، بحجة محاربة تنظيم الدولة و(الإرهاب)، اعتبر ذلك بمثابة تمهيد للدور الذي سيلعبه يهود مستقبلا من خلال التحالف الإقليمي الذي تعمل أمريكا على إنشائه.
مستشهدا بكلام مبعوث الرئيس الأمريكي جيسون غرينبلات خلال مقابلة صحفية له، التي أكّد خلالها بأن خطة التسوية التي تعمل عليها أمريكا هي خطة للإقليم وأنّ الطرف الفلسطيني ليس طرفا مُقرِّرًا، وأنّ الهدف من عملية السلام هو إقامة تحالف إقليمي يضم العرب وكيان يهود لمقاومة (الإرهاب) و(الخطر الإيراني)، وأنّه لا يمكن إقامة تحالف إقليمي من دون حل المشكلة الفلسطينية.
وأوضح صالح أن خطة الإدارة الأمريكية التي تسعى لإعدادها هي تصفية لقضية فلسطين، من خلال إخراج القدس واللاجئين والحدود من المفاوضات، ومؤكّدا على أنّ حكام المسلمين لا خير يُرجى منهم، وأن اعتراضهم على خطة الإدارة الأمريكية هو اعتراض شكلي وليس جوهريا. وأنّ الخير موجود في الأمة الإسلامية، فهي القادرة بإذن الله على إفشال مشاريع أمريكا ويهود، وذلك من خلال وعيهم على مؤامراتها والتصدي ورفض جميع المشاريع والتسويات الغربية الاستعمارية، ومن خلال التمسك بأمر الله في أرض فلسطين القاضي بأنها أرض خراجية رقبتها ملك لأمة الإسلام ولا يجوز التنازل عن أي شيء منها، ووجوب تحريرها جميعها من كيان يهود.
رأيك في الموضوع