(مترجم)
كانت السنوات الأخيرة لحملة الدعوة من شباب حزب التحرير في أوزبيكستان مليئة بالمحن العظيمة. فبعض الشباب يحمل دعوته من داخل زنازين نظام الطاغية كريموف، وبعضهم الآخر يعمل جاهداً وهو طليق لكن تحت آلام التعذيب والعذاب والموت!
هناك أكثر من 50 سجناً ومعسكراً في البلاد، حيث الآلاف من شباب حزب التحرير، الذين تم اعتقالهم منذ عام 1999. وعلى مدى سنوات وشبابنا تحت الضغط المعنوي والمادي الصارم لنظام الطاغية المجرم كريموف، ونذكر هنا بعض تلك السجون التي اشتهرت بالوحشية وسفك الدماء.
سجن سانجورود UYA 64/18 في طشقند. وهو مستشفى سجن خاص بالسجناء المصابين بأمراض خطيرة. كما يتم إرسال السجناء الميؤوس من حالتهم المرضية وعلى وشك الموت إلى سجن سانجورود. يدير السجن مختبراً تجريبياً لمرضى السل، حيث يتم استخدام السجناء في إجراء التجارب. لقد أمضى الأخ عبد الغافر توليغانوف، الذي ولد عام 1948م، في سجون مختلفة لنظام الطاغية كريموف منذ العام 2000. وبعد مضاعفات صحية، حيث أصيب بتليّف الكبد، تم نقله إلى طشقند إلى سجن سانجورود، حيث أمضى الستة أشهر الأخيرة من حياته، وقد استشهد الأخ عبد الغافر في أيار/مايو 2015.
سجن UYA 64/46 في مدينة نافوي. هذا السجن سيئ السمعة بتعذيب الناس حتى يقتربوا من الموت، بنتائج تكون في كثير من الأحيان فتاكة. وتستخدم إدارة السجون المجرمين لأغراضها القذرة. إحدى هذه الأهداف هي تعذيب وقتل السجناء المسلمين. الأخ محمود حسنوف، الذي ولد في عام 1974، حكم عليه في عام 1999، وقد تعرض للتعذيب الوحشي وقتل في أوائل شباط/فبراير 2016.
سجن UYA 64/49 في كارشي، منطقة كشكاداريا. في هذا السجن مصنع للطوب. هناك يسخرون علنا من السجناء ويقومون بتعذيبهم، وإجبارهم على العمل في المصنع في ظروف غير إنسانية. الأخ إكرام حلماتوف، من مواليد عام 1979، حكم عليه في عام 2006 بعشرة أعوام من السجن، حيث أمضى سنوات عديدة في هذه الظروف التي لا تطاق، وأصيب بمرض السل وتوفي في عام 2015.
سجن UYA 64/51 في قازان، منطقة كاشكاداريا. ظروف الاحتجاز في هذا السجن قاسية للغاية، لا توجد فيه أساسيات الحياة، حتى الماء الصالح للشرب. يتم استيراد المياه وتتعامل إدارة السجن مع هذا بالإهمال، وبالتالي فإن معدل الوفيات الناجمة عن أمراض مثل الدوسنتاريا، وقرحة المعدة، والتهاب الكبد هو الأعلى في أوزبيكستان. ألقي القبض على أخينا، عمرزاكوف كوديرزون تيشابوفيتش، من مواليد عام 1964، في عام 1999، وحكم عليه بالسجن لمدة 14 عاما، قضاها في سجن جاسليك، وفي عام 2013 تم نقله إلى قازان. وقتل بوحشية في تموز/يوليو 2016. وأيضا الأخ يوجين أن، من مواليد عام 1977، قد تعرض للتعذيب الوحشي وقتل في هذا السجن في تشرين الأول/أكتوبر 2015.
سجن UYA 64/71، جاسليك في منطقة كاركالبكستان. تم بناؤه في عام 1996 بناء على مبادرة من النظام الحالي، وهو مُعَدّ للسجناء السياسيين والدينيين. ولا يسمح فيه للسجناء بارتداء الملابس الشتوية، فيموت الكثيرون منهم من البرد في أجواء هضبة استجورت القاسية، وهو من أكثر السجون السرية. وجميع التقارير الصادرة عن هذا المعتقل تصدر غالباً بأمر من حكومة جمهورية أوزبيكستان. الأخ صديقوف زورابوي، من مواليد عام 1958، اعتقل في شباط/فبراير 1999، وحكم عليه بالسجن لمدة 13 عاما. وفي عام 2012، حكم على أخينا بـ 5 أو 6 سنوات إضافية وانتقل إلى مستعمرة 64/51 في قازان، في منطقة كاشكاداريا، حيث قتل بوحشية في تموز/يوليو 2016.
على الرغم من هذا المشهد المرعب الذي يواجهه من يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية مع حزب التحرير في أوزبيكستان، إلا أن الدعوة لم تتوقف، بل تزداد قوة أكثر فأكثر.
إن جيل الشباب في أوزبيكستان ينضم إلى صفوف حزب التحرير وهم على بينة بما يترتب على قرارهم هذا. إن نظام الطاغية كريموف قد أفسد البلاد في جميع جوانبها؛ فالاقتصاد والتعليم والخدمات الإنسانية والعديد من المجالات الأخرى في حالة متدهورة. ونظرا لعدم وجود أي عقيدة، فإن انحطاط الناس على قدم وساق. إن مشاهدة هذه الحالة المزرية جعلت الشبابالذين لا يزال لديهم بعض الإحساس بهذا الواقعالفاسد، جعلتهم يبحثون عن حل، وإيجاد حلول لهذه المشاكل في الإسلام، وتحديداًفي دعوة حزب التحرير.
إن حزب التحرير يدعو للإسلام كعقيدة تحل مشاكل الإنسان والمجتمع والدولة. ففي الإسلام أحكام للسياسة والاقتصاد والاجتماع وسياسة التعليم والسياسة الداخلية والسياسة الخارجية ونظام العقوبات وأحكام أخرى.
إن العقيدة الإسلامية،كونها عقيدة عقلية، تقنع عقل الإنسان من جهة وتتوافق مع طبيعته البشرية من جهة أخرى؛ لذا، فإن جيل الشباب الذين يدرسون أفكار الحزب، تمتلئ قلوبهم بالطمأنينة، ويعملون لاستئناف الحياة الإسلامية بقناعة راسخة، دون حزن ولا خوف من اعتقالات ومضايقات.
انتهت المحاكمة الأخيرة لـ 150 شاباً من شباب حزب التحرير في مطلع صيف هذا العام في مناطق شيخونتار وجانغيوتا في مدينة طشقند. إن الشباب الذين تمت محاكمتهم، والذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 50 عاما، كانوا قد اعتقلوا العام الماضي، ولم تتمكن الآلة القمعية لنظام الطاغية كريموف من كسر شبابنا أثناء الاستجواب والتعذيب. لقد حكم القضاة الفاسدون الجبناء عليهم أحكاماً بالسجن تراوحت بين 9-13 سنة، وقد قوبل كل حكم منها بصيحات التكبير "الله أكبر"!!!
وها هو طاغية أوزبيكستان قد هلك وباءت جهوده ضد الدعوة الإسلامية وحملتها بالفشل بإذنه تعالى، واستمر حمل الدعوة الإسلامية وازداد حملة الدعوة في حزب التحرير ثباتا وتصميما على تحقيق وعد الله سبحانه وتعالى وبشرى رسوله e بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
رأيك في الموضوع