بعد هدم دولة الخلافة وتغييب الحكم بما أنزل الله تعالى تمكن الكفار من السيادة على العالم دون أن يردعهم خليفة المسلمين ودولتهم العزيزة وجيشهم الذي لا يُهزم كما كان حالهم من قبل. إن الأمة الإسلامية أمة واحدة لكن لا تمثلها الآن دولة واحدة ولا يحكمها خليفة واحد يُطبق الإسلام الواحد، ولذلك هي لا تمتلك قرارها السياسي والاقتصادي والعسكري، وبالتالي لن يكتفي أعداء الإسلام من قتل وتشريد وتقطيع أوصال بلاد المسلمين الذين أصبحوا لاجئين في بلادهم، مثال ذلك سوريا وفلسطين وأفغانستان والشيشان والعراق وكشمير والهند ومصر والسودان وليبيا، وقبرص والأندلس، وقد أصبح المسلمون ضعفاء يسيطر عليهم الكفار من خلال مواثيق واتفاقيات خيانية وقوانين ودساتير استعمارية وضعية، وأصبحوا فقراء وهم أهل الثروات الطائلة، وانتُهكت أعراضهم وهم أصحاب الطهر والعفاف، وأصبحوا جاهلين بدينهم وأمور دنياهم وهم أساس العلم الشرعي والعلوم والتكنولوجيا والطب والرياضيات والفلك، وأصبحوا أذلة وأجدادهم الكرام الفاتحون المجاهدون الذين ملكوا العالم وسطروا أعظم مرحلة في تاريخ الإنسانية؛ عصر الخلافة. إن الحل الوحيد لمآسي المسلمين هو أن ينتفضوا على حكامهم العملاء فيطيحوا بهم وبأنظمتهم، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاضهم، حتى تعود لهم الحياة وتعود لهم عزتهم ويرضى عنهم ربهم، ولمثل ذلك فليعمل العاملون.
رأيك في الموضوع