إن الدولة المبدئية التي أخذت على عاتقها نشر مبدئها لا يجب أن يغيب عنها بحال أن بقاءها ببقاء مبدئها ودوامها بدوامه، ولذلك فهي دائما تضع الخطط والأساليب حتى تبقى سيدة الدنيا سواء في الجانب الاقتصادي أم العسكري بل وحتى العلمي فإنها لا تقبل أن تكون رقم اثنين في أي جانب حتى تُبقي الرهبة منها في صدور أعدائها الذين يتربصون بها الدوائر، بل اعتناقها وتطبيقها لمبدأ الإسلام يأبى إلا أن تكون في الصدارة والقيادة والريادة كما كانت دولة الخلافة بالأمس القريب.
ودولة الإسلام لا تتبع في سياستها لأي دولة أخرى فهي تطبق الإسلام في واقع الحياة في كافة النواحي؛ في الحكم والاقتصاد والتعليم والسياسة الداخلية والخارجية...، وإنه لمن السطحية التفكير أن تقتصر النظرة للإسلام في تطبيقه أو الدعوة إليه على العبادات الفردية أو الأعمال الخيرية أو حتى العقوبات رغم عظمها إلا أنها تظل جزءاً من مبدأ الإسلام العظيم. والاقتصار عليها يورث الانحطاط وتسلط الأنظمة العميلة على الأمة كما ويظل تقصيراً يستوجب العقوبة من الله لا يرفعها إلا الدعوة إلى الإسلام والعمل على تطبيقه كاملاً، ولا يتأتى ذلك إلا وفق منهج مستمد من عقيدة الأمة تستعيد به سلطانها فتقيم خلافتها ثانية راشدة على منهاج النبوة، حينها تنهض الأمة من جديد، وإن شباب حزب التحرير قد نذروا أنفسهم للعمل الجاد لإقامة هذه الدولة وهم يدعونكم ليل نهار للحاق بالركب.
رأيك في الموضوع