قالت حركة حماس في بيان لها إن هنية "هاتف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، حيث استعرض مع فضيلته ما قامت وتقوم به قوات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى المبارك المحتلة". وأشارت إلى أن هنية أشاد بالموقف الإسلامي الذي أطلقه فضيلة شيخ الأزهر وإسناده لصمود الشعب الفلسطيني ودعمه لقضية القدس التي تشكل قضية الأمة المركزية. ولفتت إلى أن هنية "أشاد بالمواقف المصرية التي اتخذت لدعم صمود الشعب الفلسطيني والدور الذي تقوم به لوقف العدوان ولجم الاحتلال وفتح المعبر واستقبال الجرحى وإدخال المساعدات". (روسيا اليوم)
في الوقت نفسه قال الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء إن المبادرة الرئاسية بتخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة تعتبر برهانا عمليا على أن مصر بقيادة السيسي تعرف كيف تناصر أشقاءها، وأضاف عمران، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "المواجهة" المذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، مساء الثلاثاء 19/5/2021م، أن مصر تدرك كثيرا كيف ترعى القضية الفلسطينية، وأن التعمير هو السلاح الأكبر الذي سيواجه به كل تدمير، ومن جانبه أعلن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عن تأييده للمبادرة المصرية التي أطلقها الرئيس السيسي لإعادة إعمار غزة، معلنا تخصيص 50 مليون جنيه من الأوقاف المصرية لتقديم مساعدات طبية وغذائية عاجلة لأهالي غزة. (روسيا اليوم)
رغم كون اتصال هنية واستعراضه للوضع في فلسطين كان ينبغي أن يوجه لقادة جيوش المسلمين لاستنصارهم من أجل تحرير كامل فلسطين ورفض أي هدنة أو مفاوضات مع الكيان الغاصب، إلا أن هذا الاتصال كان ليثمَّن لو كان لمطالبة شيخ الأزهر وكل علماء مصر بل وعلماء الأمة بتحريض وتحريك الجيوش لنصرة أهل فلسطين وتحرير مقدسات الأمة وكامل أرض فلسطين، إلا أن هذا لم يكن محور الحديث مع شيخ الأزهر ولا هو الموقف الذي أطلقه الشيخ وأشاد به هنية وأسماه بالإسلامي رغم أنه لم يكن هو الموقف الشرعي الواجب تجاه أرض فلسطين المحتلة، بل جاء موقف شيخ الأزهر ودار الإفتاء والأوقاف متناغما مع موقف النظام المصري الذي يتوجه بالنداء للمجتمع الدولي الداعم والمساند، بل المتواطئ مع الكيان الغاصب، وتعمل لتنفيذ رؤية أمريكا وحلها لقضية فلسطين والاكتفاء من جانبهم بدور المتفرج مع تحمل كلفة إصلاح ما يتلفه كيان يهود وعلاج وتطبيب وتعويض من يعتدي عليهم، وتبني الحلول التي تبقي وتحمي كيان يهود غاصبا ومحتلا لأرض مقدسة رواها أجدادنا بدمائهم الزكية.
إن الموقف المعلن والظاهر من شيخ الأزهر لم يخرج عن مخاطبة المجتمع الدولي للتدخل ولم يتطرق للموقف الشرعي الصحيح والواجب تجاه أرض إسلامية مغتصبة وليست أي أرض بل الأرض المباركة، فالموقف الشرعي الصحيح هنا هو وجوب تحريك كل جيوش المسلمين وخاصة جيش الكنانة لتحرير كامل فلسطين واقتلاع كيان يهود، هذا ما تغافل عنه ولم يتطرق إليه شيخ الأزهر ولا الإفتاء ولا أي من علماء مصر ولا حتى أحمد عمر هاشم رغم خطبته الرنانة على منبر الجامع الأزهر، حتى إن البعض صدقها وخرج متظاهرا في ميدان التحرير تضامنا مع غزة وفلسطين فتم اعتقاله!
إن الموقف الذي يتبناه الرئيس المصري هو الحل الأمريكي لقضية فلسطين وهو حل الدولتين، وهذا ما صرح به لفرانس 24 قائلا "لأن تواصل سقوط الضحايا لا يخدم المنطقة ولا في مصلحة الاستقرار والآمال بانتهاء القضية بحل الدولتين"، أي الحل الذي تتبناه أمريكا وتسعى إدارة بايدن للإسراع في فرضه، والاستقرار الذي يراه النظام ليس في طرد الاحتلال وتحرير فلسطين ولكن في تثبيته وقهر أهل فلسطين وإجبارهم على قبوله والتعايش معه، ولم يعجل بالهدنة قبل خضوع أهل فلسطين لشروط يهود إلا دعوات تحريك الجيوش وتململ الناس الذي يهدد عروش كل حكام بلادنا بلا استثناء.
بايدن هذا هو نفسه الذي يقول إنه لا سلام إلى أن تعترف المنطقة صراحة بحق الكيان في الوجود، وكأن هذا كان المراد من إشعال فتيل الصراع نفسه ولم يفشل خططهم إلا الدعوات لتحريك الجيوش وما استشعروه من تململ الأمة وقوة غضبتها التي إذا بلغت ذروتها فستقتلع عملاءهم حتما، وبايدن نفسه الذي وعد نتنياهو بتجديد القبة الحديدية التي تحمي كيان يهود من صواريخ المقاومة، ثم نرى من ينتظرون منه ومن الغرب خيرا وهم لا يضمرون لنا ولبلادنا إلا كل شر، يملؤهم الحقد على الإسلام وأهله.
إن المعركة الحقيقية ليست بين هذا الكيان وبين فصائل المقاومة ولا حتى أهل فلسطين فقط، بل بين الأمة وبين هذا الكيان الغاصب، فقضية فلسطين ليست قضية أهل فلسطين وحدهم، بل هي قضية كل الأمة وتحريرها واجب على كل الأمة وخاصة جيوشها وبخاصة جيش مصر والأردن وبلاد الحرمين وسوريا وتركيا، وليست المعركة من أجل سلام دائم ولا دويلة في ظل الاحتلال ولا حفنات تراب تتملكها سلطة لا تملك قرار نفسها ولم تخولها الأمة قبول أو التفريط فيما هو من حقها ومن أرضها المغتصبة، بل المعركة من أجل عقيدة توجب تحرير كل أرض الإسلام وتوجب تحريك الجيوش تلو الجيوش لنصرة امرأة مسلمة واحدة وتحرير شبر مغتصب من أرض الإسلام، فكيف وأرض الإسلام كلها مغتصبة يتسلط فيها الغرب الكافر على الأمة يقتل من يقتل ويستبيح من يستبيح تحت سمع وبيد هؤلاء الأراذل الذين نصبهم على بلادنا وأسموا أنفسهم حكاما وبحماية جيوش من أبناء الأمة، أرزاقهم وسلاحهم من قوت الأمة، واجبهم الشرعي حماية الأمة والدفاع عنها وتحرير مقدساتها لا حماية هؤلاء الحكام مغتصبي سلطانها.
إن واجب شيخ الأزهر وكل الشيوخ والمفتين والعلماء الآن هو توعية الأمة وتحريض جيوشها لنصرة الإسلام وأهله ووجوب اقتلاع هؤلاء الحكام الذين يحولون بين الأمة وبين عزها ويعملون فيها لرعاية مصالح عدوها، ونصرة العاملين المخلصين من أجل تطبيق الإسلام في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حتى تعيد للأمة عزتها وهيبتها وتوحدها وتوحد جيوشها وتحركها لتحرير فلسطين وبورما وتركستان الشرقية وكشمير والعراق...، ونصرة المستضعفين في كل مكان، هذا هو واجبكم يا شيخ الأزهر أنت وكل شيوخ وعلماء مصر وهو ما ستسألون عنه أمام الله يوم القيامة، وستختصمكم الأمة التي خدعتم ونبيها ﷺ الذي خنتم أمام الله يوم القيامة، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
رأيك في الموضوع