يا أهل حلب، إنكم لئن خسرتم جولة واحدة، فقد كسبتم جولات، لأن وعد الله آت لا محالة، فالأمة التي ولدت سيف الدين قطز؛ الذي هزم التتار وأخرجهم من حلب، بل من الشام، ومن كل ديار المسلمين، والأمة التي أنجبت صلاح الدين الأيوبي؛ هازم الصليبيين، وأنجبت عبد الرحمن الناصر، معيد مجد المسلمين في الأندلس، هذه الأمة ليست عاجزة أن تلد أمثالهم من الرجال الرجال، الذين يثأرون، ويعيدون للأمة مجدها وعزها وكرامتها.
ونقول لجيوش المسلمين، ألستم أنتم أحفاد خالد بن الوليد، وأبي عبيدة، وشرحبيل بن حسنة، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم من الأبطال الأفذاذ، الذين سطروا تاريخ الإسلام بمداد من نور؟! فها هم أهل حلب يستنصرونكم، ﴿وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا﴾.
يا أمة الحبيب المصطفى e، اعلموا أنكم لم تهزموا في تاريخكم، لا أمام التتار، ولا أمام الصليبيين، ولا غيرهم، إلا بسبب تشتتكم وتشرذمكم، وها أنتم تنظرون إلى أهل حلب وهم يذبحون، وبالعجز أنتم شاعرون، فلا مخرج إلا أن نلتف حول قلب رجل واحد منا، يوحد جيوش الأمة المشتتة في هذه الدويلات الضرار، لينسي هؤلاء الكفار وساوس الشيطان.
رأيك في الموضوع