خاطبت وزيرة الخارجية السودانية مجلس الأمن يوم الخميس 8/7/2021م تستجديه لاتخاذ خطوات جدية ضد التعنت الإثيوبي، حيث تناولت عددا من مخاطر سد النهضة وآثاره الكارثية على أهل السودان وكان مما قالته: "من غير اتفاق حول ملء وتشغيل السد تتحول فوائد سد النهضة إلى مخاطر حقيقية على نصف تعداد سكان السودان.. إن وجود سد ضخم مثل سد النهضة بسعة 74 مليار متر مكعب على بعد بضعة كيلومترات من الحدود السودانية ومن غير تنسيق في إجراءات السلامة مع مجتمعات أدنى السد تشكل خطورة مباشرة على هذه المجتمعات.. فإن سد النهضة سيغير طرق معيشة هؤلاء الملايين من الناس، وسيقلل مساحة هذه الأراضي الفيضية بنسبة 50%.. ولكن ما لا يمكننا قبوله أن تستخدم طريقة ملء وتشغيل السد الأحادية في ترويع هؤلاء المواطنين والحط من كرامتهم وإهدار حقوقهم الإنسانية". وأكدت أن إثيوبيا قامت بإرادتها المنفردة في قفل سد تكزى على نهر ستيت الذي ينبع من إثيوبيا، منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بصورة منفردة مما جفف كثيراً من الأراضي أسفل النهر، ثم قامت في أوائل حزيران/يونيو الماضي وبصورة أحادية أيضاً بإخطار وزارة الري في السودان أنها ستقوم بفتح السد لتمرير 2.5 مليار متر مكعب خلال أسبوعين فقط مما حدا بالوزارة أن تخطر عبر الإعلام الساكنين على ضفاف نهر ستيت بإخلاء مواقع سكنهم خلال 72 ساعة، ولكم أن تتصوروا قدر الترويع الذي وقع على هؤلاء... وأيضا في تموز/يوليو الماضي عملت إثيوبيا على ملء سد النهضة للعام الأول بمقدار 5 مليار متر مكعب، من غير أي إخطار مما تسبب في انخفاض مناسيب النيل الأزرق فجأة وخروج العديد من محطات مياه الشرب عن الخدمة لأكثر من 3 أيام في مدينة الخرطوم علماً بأن الآثار الاقتصادية والسياسية التي ترتبت على ذلك كانت كبيرة وقد كان العالم كله شاهداً على ذلك.
هذا غير المخاطر التي لم تتحدث عنها الوزيرة، فقد أقيم هذا السد في منطقة زلازل، في منطقة الأخدود العظيم، ومبني على قاعدة خرسانية قابلة للتشقق، على بعد 20 كيلومتراً فقط من الحدود السودانية، أعلى من الخرطوم بـ127 متراً، بارتفاع 505 أمتار عن سطح الأرض، وتصل كمية المياه إلى 74 مليار متر مكعب، ولكن رغم هذه المخاطر، لم ينفع استجداء الدول الاستعمارية في مجلس الأمن، فقد رجعت الوزيرة خاوية الوفاض إلا من الذلة للأعداء والتوسل لهم. بل إن الحكومتين في مصر والسودان تواطأتا بالتسويف، وإعطاء النظام الإثيوبي الوقت الكافي لبناء السد والملء الأول ثم الشروع في الملء الثاني، وإلقاء التصريحات الإعلامية للاستهلاك الداخلي دون اتخاذ أي موقف جاد وقوي يلزم إثيوبيا بإيقاف هذا التهديد الكارثي؛ حيث "قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، إن قيام بلاده والسودان بطلب عقد جلسة لمجلس الأمن للنظر في قضية سد النهضة كان نتيجة للتعنت ومحاولات فرض الأمر الواقع من جانب إثيوبيا، الأمر الذي أدى إلى تعثر مسار المفاوضات الجارية برعاية الاتحاد الأفريقي". (الشرق الاوسط).
وفي يوم الاثنين 22 حزيران/يونيو 2020م قال وزير الري والموارد المائية ياسر عباس.. وفقا لوكالة الأنباء السودانية، "إن السودان ومنذ أول يوم للتفاوض أعلن دعمه للقرار الإثيوبي ببناء السد وفقا للقانون الدولي الذي يشدد على الاستخدام المنصف والمعقول لكن بدون ضرر ذي شأن على دول المصب، وأضاف أن السد له فوائد على السودان تطغى على مساوئه".
وفي الجانب الآخر فإن الدول الغربية الاستعمارية ومجلس أمنها تتعامل مع القضية بكل برود يظهر فيه التواطؤ مع إثيوبيا، ففي آذار/مارس 2021م، "التقت مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية السودانية، دونالد بوث، المبعوث الأمريكي الخاص للسودان وجنوب السودان، حيث دعت الولايات المتحدة للانخراط في تفاوض بناء يلزم الطرف الإثيوبي بعدم الملء دون موافقة الأطراف المعنية، لأن تصرفات الجانب الإثيوبي الأحادية زعزعت الثقة المتبادلة بين البلدين" (سكاي نيوز عربية، 31/3/2021م). وكان رد المبعوث محبطا لآمال الوزيرة حيث قال: "إن الولايات المتحدة يمكن أن تقدم الدعم الفني اللازم للملف للخروج من هذه الأزمة بمواقف مرضية لجميع الأطراف".
أما مجلس الأمن فقد قال رئيس مجلس الأمن نيكولا دو ريفيير في 01/07/2021م قبل جلسة مجلس الأمن: "إن مجلس الأمن ليس لديه الكثير الذي يمكن القيام به في أزمة سد النهضة، سوى جمع الأطراف معاً للتعبير عن مخاوفهم، ثم تشجيعهم للعودة إلى المفاوضات للوصول إلى حل".
لقد تأكد مما سبق عظم المخاطر والتهديدات التي يشكلها سد النهضة على أهل السودان ومصر، وهذا الذي أكده مدير إدارة الهندسة في وزارة الدفاع الإثيوبية، الجنرال بوتا باتشاتا ديبيلي في حوار مع قناة روسيا اليوم، يوم الجمعة، 25/6/2021م حيث قال: "إذا تم تدمير السد، فلن تجد لا السودان ولا مصر، حيث سيجرفهما الطوفان إلى البحر المتوسط"، وأكد أنه "بعد الملء الثاني، سيأتي الجميع إلى طاولة المفاوضات، صدقني لأنه ضخم (السد)؛ 13 مليار متر مكعب"، وهذا مع فشل استجداء الدول الاستعمارية ومؤسساتها المتواطئ.
أما الحل لسد النهضة وما يترتب عليه من كوراث على السودان ومصر فإنه يتمثل في أمرين:
أولهما تحريك الجيوش وتوجيه ضربة عسكرية من السودان أو مصر، لتلافي المخاطر الآنية للسد، دون مراعاة لأي دولة أخرى أو منظمة، لأنه تهديد أمني مباشر لأهل البلدين.
وثانيهما: على أهل السودان ومصر إقامة دولة تعبر عن دينهم ومعتقدهم، تحميهم وتدافع عنهم، ولا يوجد ذلك إلا في دولة الإسلام الخلافة الثانية على منهاج النبوة، يقول النبي ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
رأيك في الموضوع