الأستاذ محمد جامع (أبو أيمن)

الأستاذ محمد جامع (أبو أيمن)

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تعالت هذه الأيام دعوات (بل بس) (جغم بس) في إشارة إلى استمرار الحرب في السودان، حيث يزعم دعاتها وفيهم مثقفون من إعلاميين وغيرهم

 لقد كان خبراً صادماً لأهل السودان أن تسقط مدينة سنجة، وتنسحب الفرقة 17 التابعة للجيش السوداني! فإنه بعد السقوط المؤلم لمدينة مدني بولاية الجزيرة وسط السودان، حشدت قيادات الجيش آلاف الشباب واستنفرتهم لقتال قوات الدعم السريع، في وسط السودان، حيث أصبحت مناطق جبل موية، ومدن سنار، وسنجة، والنيل الأبيض، وما حولها مكتظة بأعداد ضخمة لكتائب وفرق القوات المسلحة ضباطا وجنودا وعتادا من هذه المدن، هذا غير المنسحبين من منطقة

 

بدعم وتمويل بريطاني متكامل وبرعاية السفير البريطاني في السودان جايلز ليفر عقدت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المسماة (تقدم) برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، مؤتمرها التأسيسي بالعاصمة الإثيوبية أديس ابابا، يوم الاثنين، 27/5/2024م بمشاركة نحو 600 شخص. وحددت التنسيقية خمس قضايا رئيسية في المؤتمر، وهي الإصلاح الأمني والعون الإنساني والصحة والتعليم وترتيبات ما بعد الحرب، وناقش عددا من الأوراق أبرزها أوراق القضايا الإنسانية، وخطاب الكراهية. وأجاز المؤتمر "رؤية سياسية لإيقاف الحرب وتأسيس الدولة واستكمال أهداف ثورة كانون الأول/ديسمبر 2018م، وإقامة دولة مدنية ديمقراطية تقف على مسافة واحدة من الأديان والهويات والثقافات

وقع عدد من الكيانات والقوى السياسية السودانية، الأربعاء 8 أيار/مايو 2024م، في القاهرة، ما سمَّته بـ"الميثاق الوطني"، الذي يتضمن رؤية إطارية لإدارة فترة انتقالية، وهذا التوقيع يعد واحدا من أدوات الصراع الاستعماري الكبير على السودان بين أمريكا، وبين أوروبا، وبخاصة بريطانيا، على النفوذ في السودان، حيث استطاعت أمريكا، بواسطة عملائها في الجيش والدعم السريع

 بعد مرور عام بالتمام، استطاع الإعلام المصاحب لحرب رمضان 1444ه‍ الموافق 15 نيسان/أبريل 2023م، أن يجيش الناس، ويصنفهم إلى فريقين؛ فريق مؤيد للجيش ومدافع عنه ومتخندق خلف قياداته، وفريق مؤيد وداعم لقوات الدعم السريع ومنحاز لجنودها! ولم يسلم من ذلك إلا من كان له قلب يعي به، وعقل يحكم به، أو ألقى السمع وهو شهيد.

فقد اعتمد الإعلام التابع للفريقين

 

بعد مرور أحد عشر شهرا من الحرب، انكشفت كثير من الحقائق التي كانت تخفى على كثير من أهل السودان، بعد أن كان البعض يأبى حتى مجرد النقاش حولها، إلا أنه مع استمرار الحرب فقد أزيل كثير من الغشاوة حول حقيقة الصراع في السودان بين العسكر والمدنيين، وفُككت كثير من علامات الاستفهام والتعجب، وتجلت الحقيقة الدامغة أنه ليس هناك مستفيد من الحرب في السودان غير المستعمر الأمريكي في صراعه مع المستعمر الأوروبي على النفوذ، وعلى التحكم في مقدرات وثروات السودان؛ هذا البلد الغني الثري بأهله وموارده!

وجه عضو مجلس السيادة، الفريق ياسر العطا، انتقادات لاذعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، متهما إياها بتوفير الإمداد العسكري لقوات الدعم السريع (سودان تريبيون، 28/11/2023م).

لقد أثارت تصريحات الفريق ياسر العطا ضد القيادة السياسية في الإمارات وتشاد الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية، فضلا عن الأوساط المحلية المحترقة بأوار الحرب ولهيبها، ويعد تصريح العطا وهو مساعد القائد العام للجيش السوداني، الذي غادر يوم 27/11/2023م مقر سلاح المهندسين الواقع بوسط أم درمان بعد أن ظل موجودا فيه منذ بدء الحرب في نيسان/أبريل، يعد الأول من نوعه يصدر من مسؤول حكومي ضد الإمارات حيال

 

بعد خمسة أشهر من الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، يخرج البرهان من القيادة العامة بعد أن ملأت قيادات الدعم السريع وجنودهم الفضاءات والأسافير الإلكترونية والقنوات الإعلامية، أنهم يحصون أنفاس الرجل ولن يخرج إلا مستسلما أو إلى مثواه الأخير.

 

لا شك أنه في هذه الأوقات العصيبة التي ابتليت فيها الأمة بحكام لئام، ثم بعلماء آثروا أنفسهم - إلا من رحم الله تعالى - فاختاروا السكوت عن بيان الحكم الشرعي في عمالة الحكام، وخضوعهم لأجندة الدول الاستعمارية، وتنفيذهم لأنظمة الكفر؛ من ديمقراطية وعلمانية وفصل الدين عن الدولة، وسكوتهم عن تعدد الجيوش والحركات المسلحة بقيادات مختلفة، فرقت الأمة وارتهنت إلى من يدفع فاتورة السلاح، ثم سكوتهم عن بيان الحكم الشرعي في حرمة الاقتتال بين المسلمين، بل ومنهم من رأى أن في هذا الاقتتال جهادا يجب أن يستمر، والنبي ﷺ يقول: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» رواه البخاري ومسلم، وقوله ﷺ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ» رواه ابن ماجه.

 

بعد التحية والتقدير، تستحقون هذا الخطاب لأنكم وجهاء الناس وأعلامهم وملح أرضهم، وأنتم أكثر الناس

الصفحة 1 من 7