يتغنى الحكام ووسطهم السياسي وأتباعهم كل عام بذكرى ثوراتهم المتنوعة، مثل 21 سبتمبر أو 26 سبتمبر أو 14 أكتوبر، ويكيلون المديح لمنجزاتها المختلفة، ويقومون بالعروض العسكرية والشبابية والاحتفالات الخطابية والخطب المنبرية التي تعدد منجزات الثورة المختلفة في شتى الميادين، ويسلط الإعلام قنواته المتنوعة للحديث عن تلك المنجزات والنهضة التي وصل إليها اليمن...
فثورتا 26 سبتمبر و14 أكتوبر يتحدث مؤيدوهما الذين يسمَّون بالشرعية وغيرهم عن منجزاتها الكبيرة كالإطاحة بالنظام الإمامي الكهنوتي المستبد ومحاربة الحوثي الذي يسعى من خلال انقلابه لفرض النظام الإمامي من جديد ليعود عصر الظلم والظلام والاستبداد وتقبيل يدي وقدمي الإمام، وأنها بنت مؤسسات الدولة وأوجدت العلم الذي كان في عصر الإمام محصوراً في فئة أتباع الإمام والموالين له، وأنها قضت على الجهل والمرض والفقر؛ الثلاثية التي تميز بها عهد الإمام المظلم ذو السواد القاتم، وأنها أوجدت نهضة علمية كبيرة؛ فقد أوجدت آلاف المدارس وعشرات الجامعات وعبّدت الطرقات وشيدت صرح القضاء واستخرجت النفط والغاز وبنت مؤسسة عسكرية لحماية البلد من الغزو الخارجي والانقلاب الداخلي... والقائمة طويلة في تعداد تلك المنجزات التي يصعب حصرها كما يزعمون!! حقيقة الأمر هي أن كل ما يتغنون به منجزات كما يزعمون هم فيها أكذب من مسيلمة والواقع ينطق بدجلهم.
أما الحوثيون الذين أطاحوا بما تسمى زورا بالشرعية عبر ثورتهم في 21/9/2014م فإنهم يتغنون بمنجزاتها المتميزة حسب زعمهم وأبرزها إنقاذ اليمن من الوصاية والتبعية لأمريكا وكيان يهود! مع أن تدخلات أمريكا زادت سفوراً وتحدياً في عهدهم، ويقولون إنهم يخوضون حربا مقدسة من أجل ذلك لا زالت رحاها دائرة منذ أكثر من خمس سنين وقد أكلت الأخضر واليابس، ومكنتهم هذه الحرب من السيطرة على أجزاء كبيرة من شمال اليمن، وهي كل يوم تسحق خصومها من أعوان النظام السابق، فهم يقولون إنهم سوف يغيرون المناهج التعليمية التي صيغت حسب وجهة نظر بني أمية!! مع أن الذي صاغ هذه المناهج وأشرف عليها هو الغرب الكافر، وهم يستبدلون بهذه المناهج مناهج تذكي نار الطائفية وثارات الحسين!
والحقيقة هي غير ذلك؛ فالثورات كلها تتفق في الغاية وتختلف في الولاء؛ فكل الثورات المذكورة آنفا تتفق في الحكم بالعلمانية وإبعاد الإسلام عن الحكم وخدمة الكفار وتنفيذ مشاريعهم ونشر ثقافتهم ومخططاتهم، وتختلف فقط في الولاء للكافر المستعمر؛ فثورة 26 سبتمر 1962م وكذلك ثورة 14 أكتوبر 1963م، أفرزت النظام السابق ورموزه؛ فهي تخدم بريطانيا وتسعى لأن تكون كلمتها هي العليا، بينما ثورة 21 سبتمبر 2014م فتسعى لطرد نفوذ الإنجليز لتكون كلمة أمريكا هي العليا فهي تدعي إنقاذ اليمن من الوصاية الأجنبية في حين إنها تسعى لفرض التبعية لأمريكا وتنفيذ مخططاتها والقبول بحلها السياسي عبر المبعوث الأممي غريفيث أو غيره خارج إطار مسيرتهم القرآنية التي يتغنون بها بين أتباعهم.
إن المخرج لهذا البلد المنكوب بهؤلاء العملاء وعلمانيتهم المستوردة من أسيادهم الكفار المستعمرين هو الإطاحة بعروشهم وهدم أنظمتهم، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاض حكمهم، فإلى العمل الجاد مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ندعوكم يا أهل اليمن؛ فبها وحدها نهضتكم ونهضة الأمة الإسلامية كلها.
رأيك في الموضوع